سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
صحف عالمية: العالم كله يترقب رد فعل "الإخوان" على العدوان الإسرائيلي واشنطن بوست: مرسي يستطيع أن يُوجع إسرائيل برفع الحصار عن غزة من جانب واحد لكنه لن يغامر بغضب أوباما من أجل غزة
العدوان الإسرائيلي على غزة ليس جديدًا، لكن الجديد أن عملية «عمود السحاب» الحالية هي أول عملية تقدم عليها إسرائيل بعد ثورات الربيع العربي وصعود التيار الإسلامي بكل فصائله، وعلى رأسه جماعة الإخوان التي يترقب العالم كله رد فعلها على الاستفزاز الإسرائيلي.. هذا ما ذهبت إليه معظم تحليلات الصحف الغربية الكبرى. وربطت صحيفة واشنطن بوست مسار الأحداث في غزة برد الفعل المصري، مؤكدة أنه «أيًّا كان رد فعل مصر فسوف يكون شديد الأهمية لأنه سيكشف عن الطريقة التي تفكر بها مصر «الجديدة» للتعامل مع إسرائيل في أوقات التوتر»، ورصدت الصحيفة ثلاثة سيناريوهات محتملة لتطور الأحداث في غزة؛ أولها أن تكتفي مصر بسحب سفيرها من تل أبيب، لتعود العلاقات الدبلوماسية كاملة في وقت لاحق بعد تقديم الولاياتالمتحدة بعض التطمينات للجانبين. والسيناريو الثاني أن ترد مصر برفع الحصار عن غزة من جانبها، ما سيوجع إسرائيل ويضرب علاقة البلدين في مقتل. أما أسوأ السيناريوهات -التي تطرحها واشنطن بوست- فهو انسحاب مصر من اتفاقية السلام. وهذا لا يبدو احتمالاً قوياً لأن أوباما يكرر دائماً أن «كامب ديفيد» خط أحمر، ومصر لا تستطيع أن تغضب أمريكا وتخاطر بفقدان معوناتها خصوصًا الآن في ظل أزمتها الاقتصادية الطاحنة، ومن الصعب أن تدفع ذلك ثمناً من أجل أهل غزة. ورصد معهد بروكجينز الأمريكي المسارات المختلفة التي قد تتخذها عملية "عمود السحاب" استنادًا للسوابق التاريخية والظروف الراهنة، واختتم تحليله بالتأكيد على أنه أيًّا كان مسار هذه العملية «فإن الفارق الجوهري بينها وبين العمليات الكثيرة التي سبقتها هو التغير في القيادة المصرية». فمبارك كان عنيدًا ومعاديًّا لحماس، ورأى فيها خطرًا على أمنه القومي ومستعدًا أن يتحمل الانتقادات العنيفة التي توجه إليه في المنطقة العربية بسبب تقاعسه عن نصرة أهل غزة أمام العدوان الإسرائيلي عليهم، أما اليوم فإن من يحكم مصر هو الإخوان المسلمون أي الجماعة الأم لحركة حماس. وأضاف التقرير أن «الصدام المباشر بين مصر وإسرائيل مستبعد جداً في الوقت الحاضر»، لكن على إسرائيل أن تزن الأمور جيداً بين رغبتها في حماية شعبها والضرر الذي قد يلحق بها نتيجة لأي تدهور محتمل في علاقتها الاستراتيجية مع مصر. من جانبها، قالت صحيفة الجارديان إن صعود التيارات الإسلامية هو العامل الذي سيصنع الفارق الأساسي لردود الفعل على ضرب إسرائيل لغزة. فإسرائيل اليوم لن تستطيع الاطمئنان لرد فعل الحكومة المصرية التي كانت تشد من أزرها أيام مبارك، وقد يصل رد فعل رئيسها الإخواني للانسحاب من «كامب ديفيد». وأشارت الصحيفة إلى أن الأخطر من رد فعل مرسي هو رد الجماعات الجهادية المختلفة المنتشرة في قطاع غزة وجبال سيناء، فهذه الجماعات ترفض التقيد بقواعد اللعبة وتتهم حماس بالتخلي عن أجندتها في «مقاومة العدو»، ومصر ليس لها نفوذ على هذه الجماعات. وعملية عسكرية موسعة في القطاع قد تسقط حماس ولن يكون هناك بديل لها إلا هذه الجماعات الأكثر تطرفًا.