قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إنها المرة الأولى التي يذهب فيها المصريون إلى صناديق الاقتراع منذ عقود دون أن يشاهدوا الرئيس السابق حسني مبارك يمشي على سجادة حمراء كي يدلي بصوته في انتخابات مزورة معروف نتائجها مسبقا، وأضافت: اليوم يصطف ملايين المصريين بصبر في طوابير طويلة رغم الجو الحار دون ضيق أو تبرم حتى أن أحدهم يقول "الوقفة دي على قلبي زي العسل". وتابعت الصحيفة أن عملية التصويت اتسمت بالهدوء رغم القبض على بعض النشطاء لتوزيعهم منشورات ضد انتخاب موسى وشفيق، والقبض على ضابطي شرطة لتأييدهم المرشح أحمد شفيق، وفي كافة الأحوال تعتبر الانتخابات مكسبا ديمقراطيا فيكفي أن يعلم الرئيس القادم أنه معرض للسجن إذا ما ارتكب أي مخالفات، كأي فرد عادي. وأشارت الصحيفة إلى أن الانتخابات تجري بدون دستور يحدد واجبات وصلاحيات الرئيس والبرلمان والجيش، ورغم وعد المجلس العسكري بإصدار اعلان دستوري مكمل قبل تسليم السلطة للمدنيين، لم يحدث شيء حتى الآن، مما يترك الباب مفتوحا أمام البرلمان أو المجلس العسكري في تحديد اختصاصات الرئيس بحسب المرشح الفائز، ويظل السؤال الهام دون إجابة: هل الجيش على استعداد للتخلي عن السلطة؟ وهل سيحتفظ ببعض الاختصاصات؟ أما السؤال الأكثر أهمية هو مستقبل جماعة الإخوان المسلمين بعد الانتخابات في حال فوز المرشح عبد المنعم أبو الفتوح الذي يؤمن بفصل الدعوة عن السياسة ومطالبته بأن تتحول الجماعة إلى جمعية دعوية وخيرية ومستقلة عن حزب الحرية والعدالة، وقد ساعد انتقاده لجماعة الإخوان في تشكيل تحالف غريب من أنصاره، يضم الإسلاميين من الإخوان والليبراليين والسلفيين وحتى اليساريين والعلمانيين. وأضافت الصحيفة أن بعض المصريين أحجموا عن المشاركة في الانتخابات لأنهم يروا أن الرئيس الجديد سيكون مجرد "سكرتير" للجيش وأنه لن يستطيع تحقيق ما يطمح إليه الشعب في مجالات العمل والصحة والتعليم وغيرها من مطالب الثورة.