قال نائب الرئيس السوداني، علي عثمان محمد طه، اليوم، إن الحركة الإسلامية السودانية تحتاج إلى تجديد دمائها، خلال افتتاح المؤتمر الثامن للحركة الذي يعقد كل أربعة أعوام. وأكد طه، الذي سيغادر موقع أمين عام الحركة الإسلامية في ختام هذا المؤتمر السبت بعد أن شغله لدورتين، أن "التغيير في الحركة" يسير في اتجاه تبني دستور جديد للسودان، شدد طه على أنه "لتعزيز الحريات". وقال طه "البرنامج يتطلب تجديد دماء قيادة الحركة الإسلامية، وكذلك التجديد في برامجها". ويقول الإصلاحيون إن الفساد ومشكلات أخرى جعلت الدولة الإسلامية تحمل الاسم فقط، والسؤال "إلى متى يظل الرئيس عمر البشير في منصبه؟" لكن المحلل السياسي ورئيس تحرير النسخة الأسبوعية من إيلاف الاقتصادية، خالد التجاني، اعتبر أن "الداعين للإصلاح ليس لديهم قوة في المؤتمر الذي يستمر لثلاثة أيام لإنفاذ رؤاهم وآمالهم، وهذا قد يقود لانشقاق جديد في الحركة الإسلامية السودانية". وانشقت الحركة الإسلامية قبل نحو عشر سنوات، عندما اختلف الزعيم الإسلامي حسن الترابي، مع الرئيس عمر البشير، بعد الانقلاب الذي أوصله للسلطة عام 1989. وأسس الترابي حزب المؤتمر الشعبي المعارض. وتعقد الحركة الإسلامية التي يصفها أعضاؤها الذين ينتمون لحزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان بأنها حركة اجتماعية، مؤتمرها الأول منذ الربيع العربي، وانفصال جنوب السودان عن الشمال بموجب استفتاء عام 2011. وحضر المؤتمر أكثر من 100 إسلامي جاؤوا من 30 دولة، إضافة إلى خمسة آلاف سوداني ارتدى أغلبهم الزي السوداني التقليدي (الجلابية والعمامة باللون الأبيض). وافتتح المؤتمر بتلاوة القرآن الكريم. ومن بين المشاركين خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، الذي أدلى بكلمة توعد فيها بالثأر من إسرائيل التي اغتالت القائد العسكري للحركة أحمد الجعبري الأربعاء، ونفذت نحو 150 غارة جوية على القطاع حتى مساء اليوم، مخلفة 15 قتيلا ونحو 150 جريحا. وفي المقابل أطلقت الفصائل الفلسطينية المسلحة 250 صاروخا على اسرائيل سقط اثنان منها بالقرب من تل أبيب. وقال مشعل "هذا العدو ضعيف لا يقهر غزة. نحن الذين سنردعهم. إسرائيل كيان غاصب لا يردع أصحاب الأرض الحقيقيين". ورأى مشعل أن إسرائيل بشنها العملية العسكرية في غزة "تختبر مصر والعرب والمسلمين هل هي قادرة على فرض نفس المعادلات السابقة أم أن قيادات اليوم لديها رؤية الأمة تثبت في كل محطاتها أنها تنهج نهجا جديدة برؤية جديدة". ويعقد اجتماع الحركة الإسلامية في قاعة مطلة على النيل الأزرق، الرافد الرئيسي لنهر النيل، وسط إجراءات أمنية مشددة تطلبت تعطيل شبكات الهواتف النقالة في قاعة المؤتمر.