تحولت مدينة رأس البر السياحية، لواحدة من أكبر بؤر العشوائيات بمصر، ويعيش فيها الآلاف بلا مأوى، وبلا مأكل ولا أي خدمات؛ مما دفعهم لاتخاذ شارع الكورنيش ملاذا لهم، وبنوا عششهم، ونصبوا خيامهم لتأويهم من البرد، ومن أعين الداخلية، بعدما فشلوا في الحصول على شقق، متهمين مجلس المدينة بالتواطؤ، وبيع شققهم للعاملين بالمجلس. وقد لا يتخيل أحد أن وراء الشاليهات الفخمه، أناس لا يجدون لقمة عيش أو أسقف يحميهم، وذهبت "الوطن" لمكان العشوائيات للتعرف على مشاكل ومطالبهم هؤلاء المهمشين: وتحدث سمير محمد خليل الديب 65 سنة، نقاش قائلا: هذا المكان مسقط رأسي أنا ووالدي، فقد جاءت أسرتي منذ 1927 وأقمنا عششنا وتوارثناها أبا عن جد، وهدمها المسؤولين أكثر من مرة، وانتقلنا من مكان لآخر، ويضيف الديب، طلبنا من المسؤولين توفير حياة آدمية، ولم يستجب لنا أحد. وطالبت نعيمة الحنفي محمود حسن 80 سنة، بشقة تأويها ونجلتها من برد الشتاء، بعدما فقدت القدرة على النوم بالشارع في عز البرد ووجهت رسالتها للمسؤولين قائلة "ربنا يهديكم وتحسوا بنا احنا بشر مثلكم لسنا بحيوانات كي لا نجد مكان ننام فيه". وقال محمد عباس، بنبره مليئة بالحدة والقهر: "اترميت أنا وولادي في الشارع علشان مدفعتش 200 جنيه للعاملين في مجلس المدينة" كي يدخّلوا أوراقي للمحافظ، ورغم إثبات لجان البحث أحقيتي في الحصول على شقة، مشيرا إلى أن أحد أئمة المساجد نصب على الأهالي وجمع الأموال منهم بحجة مساعدتهم، وتقديم أوراقهم للمسؤولين ولكن تبين أنه نصاب. وتقول صدفة كريم جمعة 33 عام، وتعول طفلين رحمة 11عاما، وكريم 13عاما، ويعانيان من أمراض مزمنة نتيجة الفقر والجوع والإهمال، واضطرت للعمل كخادمة بالمنازل لكي تنفق عليهما، وخاطبت صدفة المسؤولين قائلة "انزلوا من أبراجكم وانظروا لمن تدوسوا عليهم". بينما قالت عنايات محمد عزمي 45 سنة، "مجلس المدينة ضحك علينا، وأعطى شققنا لموظفيه"، وأضافت عنايات حقنا نعيش بنأدمين نحس بالأمان مش كل شوية يهددونا برمينا على الأرصفة حقنا في حياه كريمة يا "ريس".