شهدت الأوضاع المشتعلة فى قطاع غزة وشمال سيناء تصعيدا خطيرا خلال الساعات القليلة الماضية، حيث اغتال جيش الاحتلال الإسرائيلى قائد كتائب عزالدين القسام الجناح العسكرى لحركة حماس، أحمد الجعبرى، أمس، بعد أن استهدف سيارته بصاروخ خلال غارة على وسط مدينة غزة. وقالت مصادر فى حماس إن «الغارة نفذتها طائرة إف 16، ونقل اثنان كانا يرافقان الجعبرى إلى المستشفى فى حالة خطيرة وسط حراسة أمنية مشددة». يذكر أن الجعبرى هو الذى أشرف على عملية أسر الجندى الإسرائيلى جلعاد شاليط، وتولى تسليمه أثناء عملية تبادل الأسرى، وأصدر الناطق بلسان الجيش الإسرائيلى بيانا أكد فيه أن الجيش بدأ معركة عسكرية فى قطاع غزة تستهدف قيادة حماس وباقى التنظيمات التى وصفها بالإرهابية العاملة بالقطاع، وأضاف أن الخطوة الأولى كانت استهداف أحمد الجعبرى، وأفاد موقع «الأقصى» الذى ينتمى لحركة حماس أن هناك غارات إسرائيلية على مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة. من جهة أخرى، تناقلت وسائل الإعلام العالمية والإسرائيلية خبر إطلاق 4 صواريخ من سيناء، تجاه قرية «بنى نتساريم» ومستوطنة «أشكول»، جنوب إسرائيل، بالقرب من مصر، دون وقوع إصابات، وهو ما نفته مصادر سيادية بمحافظة شمال سيناء، قائلة: «قوات الأمن الموجودة بالقرب من الحدود فى محيط معبر كرم أبوسالم لم ترصد مسلحين أو إطلاق صواريخ»، فيما ألقت قوات الأمن المصرية القبض على فلسطينى داخل مستشفى العريش، وبحوزته كاميرا أثناء محاولته تصوير جثة أحد منفذى هجوم رفح، الذى راح ضحيته 16 جنديا مصريا، فى رمضان الماضى. من جانبه، شدد السفير حسام زكى، مسئول ملف الشرق الأوسط وإسرائيل فى مكتب وزير الخارجية، فى تصريحات خاصة ل«الوطن» على رفض مصر القاطع للتصريحات الإسرائيلية التى دعت لإنشاء وطن بديل للفلسطينيين فى سيناء، قائلا: «لا يمكن أخذ تلك التصريحات بجدية؛ لأن سيناء أرض مصرية، وعلى إسرائيل استيعاب حقيقة فشلها فى عملية السلام مع الفلسطينيين، وألا تلقى تبعات مشاكلها على الجيران». وانضمت الجماعة الإسلامية إلى التنظيمات الجهادية، وطالبت الرئيس محمد مرسى بإعادة إحياء الخلافة الإسلامية، لكنها أكدت رفضها منهج العنف والصدام أو الاغتيالات والتفجيرات لتحقيق هدفها. كانت «الوطن» قد انفردت بالكشف عن رصد أجهزة الأمن تحركات 22 خلية جهادية لتنفيذ اغتيالات لرئيس الجمهورية وشخصيات سياسية، وتفجيرات، للإطاحة بنظام الحكم وإعلان قيام «الخلافة الإسلامية». وقال الشيخ كرم زهدى، أحد الزعماء التاريخيين للجماعة الإسلامية عضو مجلس الشورى بها ل«الوطن»: إن فصائل التيار الإسلامى والإخوان المسلمين لن يتوقفوا عن البكاء على ضياع الخلافة، على يد «مصطفى أتاتورك»، حتى تعود مرة أخرى، معربا عن أمله فى عودتها على يد الرئيس مرسى، مضيفا: «المتاح أمامنا الآن قبل السعى إلى إحياء الخلافة هو إقامة اتحاد بين الدول العربية على غرار الاتحاد الأوروبى، وتفعيل السوق العربية المشتركة».