تقدم اليونان، اليوم، اقتراحات مفصلة إلى شركائها في منطقة اليورو في مسعى آخير لإنقاذ اقتصادها من الانهيار والحيلولة دون خروجها من منطقة اليورو. ووعد رئيس الحكومة اليونانية ألكسيس تسيبراس، أمس، أن يحتوي طلب بلاده الجديد لمليارات اليورو على اقتراحات ملموسة، وإصلاحات ذات مصداقية للتوصل إلى حل عادل وقابل للتطبيق. إلا أن دولا أخرى في منطقة اليورو وعلى رأسها ألمانيا، تشكك في قدرة اليونان على تطبيق شروط التقشف المرتبطة بالقروض خاصة بعد أن رفض اليونانيون في استفتاء جرى الأحد الماضي الشروط الأوروبية القاسية. قال رئيس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك، "هذه هي فعلا وبحق آخر فرصة لليونان ولنا، فالفشل قد يقود إلى إفلاس اليونان وإلى مشاكل جيوسياسية في أوروبا". ومن المقرر أن يعقد زعماء دول الاتحاد الأوروبي ال28 ومن بينها دول اليورو ال19 قمة الأحد وصفت بأنها المهلة النهائية للتوصل إلى اتفاق. ورغم أن المعاهدات الأوروبية لا تشتمل على بند يجبر أي بلد على الخروج من عضوية منطقة اليورو التي من المفترض أن تكون غير قابلة للشطب، إلا أن بعض المستشارين الماليين يقولون إن ذلك يمكن أن يحدث من خلال طرد دولة مخالفة من الاتحاد الأوروبي. ومن المقرر، أن تجري في أثينا في وقت متأخر اليوم تظاهرة تدعو إلى بقاء اليونان في أوروبا. وتواجه اليونان خطر الانهيار المالي، وأمامها حتى منتصف الليل للتقدم بمقترحات للإصلاح في للحصول على ثالث صفقة إنقاذ خلال خمس سنوات. ولا تزال البنوك اليونانية مغلقة، ويتوقع أن تبدأ أموالها بالنفاد في أي وقت الآن، رغم أن الحكومة فرضت سقف 60 يورو على السحب اليومي من أجهزة الصرف الآلي. ومددت السلطات إغلاق البنوك والبورصة حتى الإثنين المقبل، وانخفض عدد حجوزات السياح إلى اليونان التي كانت تعتبر من الوجهات السياحية الصيفية المفضلة لدى الأوروبيين، بنسبة 30% خلال الأسبوعين الماضيين بسبب حالة عدم الاستقرار في البلاد. إلا أن الأسواق المالية تبدو متفائلة نسبيا بشأن إمكانية عدم حدوث عدوى في حال خروج اليونان من منطقة اليورو، رغم أنها سجلت انخفاضا بعد الاستفتاء. وفي تعاملات السوق الآسيوية اليوم، سجل اليورو 1.1095 للدولار مقابل 1.1074 مقابل الدولار في نيويورك. ودعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما أوروبا إلى الإبقاء على اليونان في منطقة اليورو. كما دعا وزير الخزانة الأمريكي جاكوب لو، إلى إعادة هيكلة ديون اليونان وهو ما ترفضه ألمانيا التي قالت إنها لن تفعله إلا أذا أظهرت أثينا التزاما بتطبيق إصلاحات. وأعربت فرنسا وإيطاليا عن رغبتهما القوية في بقاء اليونان في منطقة اليورو رغم أنهما اتخذتا نهجا متشددا حيال اليونان. صرح وزير المالية الفرنسي ميشيل سابين، للإذاعة الفرنسية اليوم، "بدأنا نرى بدايات الفوضى في اليونان"، وتساءل "هل من مصلحة المواطنين الأوروبيين انهيار بلد وتشتت سلطتها"، مشيرا إلى أن اليونان هي نقطة عبور للمهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا. ويعمل فريق من الخبراء الفرنسيين على مساعدة اليونان على صياغة خطتها للإصلاحات، بحسب الإعلام اليوناني. وخيب وزير المالية اليوناني الديد أقليدس تساكولوتوس، أمل نظرائه في منطقة اليورو عندما حضر إلى اجتماع الثلاثاء دون أن يحمل معه أي خطط ملموسة لإنهاء الأزمة.