المستشارة الألمانية إلى جانب رئيس الوزراء اليونانى فى لقاء استبق قمة أمس الأول فى بروكسل أعلنت «آلية الاستقرار الأوروبية (وهو صندوق أنشئ بقرار من المجلس الأوروبي كوسيلة دائمة للتعامل مع الأزمات المالية لدول المنطقة) أن منطقة اليورو تلقت من الحكومة اليونانية طلبا للحصول علي برنامج مساعدة جديد مدته ثلاث سنوات وكان الأوروبيون قد قرروا في ختام قمة طارئة عقدت أمس الأول تحديد مهلة تنتهي الأحد القادم للتوصل إلي اتفاق مع اليونان لكنهم أعلنوا في الوقت نفسه إنهم يستعدون ل «السيناريو الأسود» المحتمل لخروج هذا البلد من منطقة اليورو وقبل قمة الأحد يتوجب علي أثينا أن تسلم اليوم منطقة اليورو لائحة إصلاحات ملموسة بهدف إتاحة استئناف المفاوضات علي خطة مساعدة مالية وكان من المنتظر أن تسلم هذه اللائحة إلي اجتماع وزراء مالية منطقة اليورو الذي سبق القمة لكن وزير المالية اليوناني الجديد «اقليدس تساكالوتوس قدم إلي الاجتماع بدون وثيقة مكتوبة مما أثار غضب العديد من المسئولين الأوروبيين بعد ثلاثة أيام من الاستفتاء اليوناني من جهته قال رئيس المجلس الأوروبي «دونالد تاسك» في ختام الاجتماع الطارئ في بروكسل «نحن فعلاً في لحظة حرجة ولا يمكننا استبعاد هذا السيناريو الأسود إذا لم نتوصل إلي اتفاق بحلول الأحد» وحتي رئيس المفوضية الأوروبية «جان كلود يونكر» الذي رفض طويلا الحديث عن خروج اليونان من منطقة اليورو أقر بأنه لم يعد يستبعد «أية فرضية» وصرح أن القادة الأوروبيين أعدوا «سيناريو مفصلا» لهذا الاحتمال الذي ستكون له انعكاسات علي بلدان الجوار من جانبه قال رئيس الوزراء اليوناني «ألكسيس تسيبراس» أن الأزمة اليونانية هي عجز جماعي لمنطقة اليورو مؤكدا في كلمته أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورج أمس إن اليونان كانت مختبرا للتقشف طيلة 5 سنوات مما تسبب في انكماش اقتصادي كاد يغرق منطقة اليورو مع أثينا وقال تسيبراس الذي استقبلته القاعة المكتظة بالتصفيق من يساريين آخرين ومن الأعضاء المناوئين للاتحاد الأوروبي من أقصي اليمين «دعونا لا نسمح لأوروبا أن تنقسم مشددا علي أن الرهان ليس مصالح أوروبا الاقتصادية فحسب بل كذلك الجيوسياسية وأضاف لدينا تفويض قوي من الشعب اليوناني وإننا مصممون علي القطيعة، ليس مع أوروبا بل مع الأفكار التي أغرقت اليونان وتغرق معها الآن منطقة اليورو وينبغي علي أثينا التي تكاد تكون خزائنها خاوية تسديد العديد من المبالغ في الأيام القادمة أهمها للبنك المركزي الأوروبي وفي حال عدم الاتفاق يمكن أن يتخلي البنك المركزي عن البنوك اليونانية ما سيؤدي حتما إلي انهيار النظام البنكي اليوناني وإفلاس البلاد وبالتالي خروجها من منطقة اليورو من جانبه قالبيير موسكوفيتشي مفوض الاتحاد الأوروبي للشئون الاقتصادية لهيئة الإذاعة البريطانية أمس إنه لايزال بإمكان اليونان ومجموعة اليورو التوصل إلي إتفاق مضيفا أن مستقبل المنطقة علي المحك وأن خروج اليونان سيشكل فشلا ذريعا خطأ جماعيا ونحن نكافح لتفادي ذلك» واعتبرت المستشارة الألمانية «أنجيلا ميركل» إنه في أفضل الحالات فإن اليونان ستكون بحاجة إلي «برنامج مساعدة يمتد لعدة سنوات يتجاوز كثيرا ما بحثناه قبل عشرة أيام» ومن جانبه قال الرئيس الفرنسي «فرنسوا أولاند» إنه ينبغي التوصل إلي برنامج مساعدة لعامين يمنح وضوحا في الرؤية حتي وإن كانت هناك حاجة إلي حلول عاجلة علي الأمد القصير حتي تتمكن أثينا من أن تسدد في 20 يوليو الحالي قرضا للبنك المركزي الأوروبي وهي المؤسسة الأخيرة التي تبقي اقتصاد اليونان علي قيد الحياة من خلال تمويل البنوك اليونانية