رغم مشاركة الفنانة «روجينا»، فى 3 أعمال درامية فى الموسم الرمضانى، إلا أن الاختلاف فى الأدوار وطريقة الأداء، يؤكد أن «روجينا» لم تُكتشف بعد، وأنها ما زالت فى رحلة البحث عن الذات، التى تنتهى بتربُّعها على مقعد البطولة المطلقة، وفى حوارها ل«الوطن»، تحدثت عن فكرة النجومية، واقتصارها على البعض دون البعض الآخر، حتى لو كان يستحق، كما ناقشناها فى الأعمال التى تشارك بها، والتنوّع فى الشخصيات التى قدمتها، ولم تنفِ «روجينا» سعيها للبطولة المطلقة. ■ فى البداية، يجب أن نعرف هل كنتِ تخططين للمنافسة ب3 مسلسلات فى رمضان الحالى؟ - لم أخطط لهذا الأمر مطلقاً، وأرى أن قبولى تجسيد 3 شخصيات، هو فضل من عند الله عز وجل، فالاختيارات جاءت بعد فترة تفكير طويلة ودراسة فائقة، ففى السنوات الماضية كنت أكتفى بعمل أو اثنين، لكن العام الحالى عُرض علىّ عدد كبير من الأعمال الجيدة، التى كان من الصعب رفضها أو تأجيلها، لذلك قمت باختيار أقرب 3 أدوار إلى قلبى، والتى شعرت معها بأنه سيكون لها مردود جيد مع المشاهدين خلال فترة العرض، كما أن الأدوار ال3 مختلفة تماماً عن بعضها البعض، سواء شخصية «فريدة» فى «حالة عشق»، أو «سمر»، فى «بين السرايات»، أو شخصيتى فى مسلسل «بعد البداية». ■ وهل وجدتِ صعوبة فى التنسيق بين مواعيد تصوير الأعمال الثلاثة؟ - إطلاقاً، لم يكن هناك أى صعوبة فى التصوير، أو التنسيق بين الأعمال، فأنا لا أصور شخصيتين فى يوم واحد، فأنا أستطيع التنسيق بين أعمالى، وأعرف جيداً كيف أرتب جدولى، حتى أظهر بشكل جيد وراقٍ خلال تصوير الأعمال التى أشارك فيها. ■ قلتِ من قبل إن مسلسل «بعد البداية» سيغير مجرى الدراما التليفزيونية المصرية، فما مبرراتك؟ - هناك عدة أسباب لهذا الأمر، أولاً اختيار طارق لطفى للبطولة المطلقة، بعد فترة طويلة من تقديم أوراق اعتماده كفنان محترم، ثانياً وضع «طارق» فى شخصية لم يجسّدها من قبل، فالعمل يدور فى إطار من الأكشن، وكان من السهل أن يجلب المنتجون فناناً قدم من قبل أعمال الأكشن، لكنهم رأوا فيه القدرة على تقديم هذا العمل، لثقتهم بموهبته الفنية، ثالثاً وضع الثقة فى مخرج شاب لا يمتلك سيرة إخراجية كبيرة، والصورة الإخراجية التى خرج بها شكل المسلسل، وأخيراً التعامل بشكل احترافى مع الورق، الذى كتبه المبدع عمرو سمير عاطف، وتنفيذه بدقة متناهية. ■ وهل كنتِ تتوقعين هذا النجاح الكبير لمسلسل «بعد البداية»؟ - كنت متوقعة هذا النجاح، وإذا سألت كل زملائى فى العمل، تعرف الإجابة منهم، فأنا كنت واثقة بأن «بعد البداية»، سيكون بشرى خير ونجاحاً كبيراً لطارق لطفى، «وماتسألنيش ليه»؟، لأنى لا أعرف الأسباب، وشعرت خلال التصوير، أن هذا العمل لن يمر مرور الكرام بالنسبة ل«طارق»، والحمد لله حدث ما توقعته، الآن أصبح طارق لطفى النجم الأول فى الموسم الرمضانى، ف«طارق» يستحق النجومية والنجاح منذ سنوات طويلة، والحمد لله أنها تحققت فى مسلسل رائع مثل «بعد البداية»، وأتمنى أن تكون فاتحة خير عليه، فى كل أعماله الدرامية المقبلة. ■ لماذا تتحدثين عن كون طارق لطفى هو المستفيد الوحيد من نجاح العمل؟ - هذا الكلام غير صحيح، ولم أقصد ذلك بالمرة، فجميعنا استفدنا من المسلسل، لكن «طارق» الأكثر استفادة، لكونه بطل العمل، والقصة تدور حول الشخصية التى يقوم بتجسيدها، والنجاح للجميع فى النهاية، ولو لم نكن حققنا استفادة من العمل، ما كان المسلسل حقق هذا النجاح الكبير، بداية من حلقاته الأولى. ■ ألا ترين أن الحديث حول نجاح حالٍ لطارق لطفى بعد ربع قرن من عمله بالتمثيل تقليل من موهبته؟ - على العكس تماماً، ف«طارق» فنان جبار، ويمتلك أدوات لا يمتلكها فنان غيره، لكن هناك فرقاً بين الموهبة والنجومية، ف«طارق» قدم أعمالاً كثيرة رائعة، لكنه لم يتحمّل من قبل بطولة عمل، وهنا ينبغى أن نشكر كلاً من ريمون مقار، ومحمد عبدالعزيز، اللذين تبنيا موهبة طارق لطفى، وحاربا من أجل إعادة اكتشافها، وصدقت نبوءتهما، واستطاع «طارق» أن يخطف نجاح هذا العام، إضافة إلى ذلك، تكلمنا فى المعهد خلال دراستنا، أن هناك فرقاً كبيراً بين الموهبة والنجاح الجماهيرى، فمثلاً العملاق محمود مرسى، كان واحداً من أهم وأعظم فنانى الوطن العربى عبر تاريخه، لكنه لم يكن يمتلك النجومية الكافية، وهذا ما حدث مع «طارق»، وكان لا بد أن ينتظر حتى تبحث عنه النجومية. ■ وأين أنتِ من البطولة المطلقة؟ - طول عمرى أفكر فى البطولة المطلقة، لكن الأمر ليس بيدى، فأنا أتمنى أن يؤمن منتج بموهبتى، ويغامر بمنحى البطولة، وحينها سأستطيع أن أثبت للجميع، أننى فنانة قادرة على تقديم أى دور، وللأسف مصر تمتلك عدداً كبيراً من الفنانين القادرين على حمل البطولة المطلقة، من نجوم الصف الثانى والثالث، لكن المنتجين يستسهلون بحصر الفنانين فى أدوار معينة، مع أن هناك عدداً من الفنانين الذين يمنحونهم البطولة المطلقة، لا يستحقون هذه البطولة من الأصل. ■ ولكن ألا ترين فى اعترافك بأن غادة عبدالرازق صاحبة فضل عليك، تقليل من مكانتك الفنية؟ - لا أستطيع أن أنكر أفضال الناس علىّ، ما قلته هو إن «غادة» لها الفضل، بعد الله سبحانه وتعالى، وبعد المخرج محمد سامى، فى إعادتى مرة أخرى، وإدخالى مجال التنافس الفنى، ف«غادة» كان بإمكانها أن ترفض انضمامى إلى مسلسل «مع سبق الإصرار»، لكنها كانت مصممة للغاية على مشاركتى فى العمل، وأكدت أننى الوحيدة القادرة على لعب هذه الشخصية الصعبة، ونجاح هذا العمل أعادنى مرة أخرى إلى دائرة النجومية، التى خرجت منها لفترة. ■ وما حقيقة ترشيحك للمخرج أحمد خالد موسى لإخراج «بعد البداية»؟ - كنت سبباً من أسباب انضمامه إلى العمل، لكنى لست السبب المباشر، فلولا أنه مخرج شاطر ومبدع، ويجيد استخدام أدواته، ما كان انضم إلى العمل أو استمر فيه، وقصة تولى أحمد خالد مسئولية إخراج المسلسل، أرى أنها كانت علامة من الله أرسلها إلينا، لتقول إن النجاح سيكون حليف المسلسل قبل بدء تصويره، وبداية علاقتى بالمخرج كانت خلال تصويرى حلقة فى مسلسل «من الجانى»، ووجدت خلالها مخرجاً شاباً موهوباً، يمتلك طاقة إخراجية تحتاج إلى من يفجرها، مع ما يحمله من لمسات مختلفة، وحينما جلست وتحدثت معه، سألنى عن الأعمال التى أحضّر لها، فأجبته بأن لدىّ مسلسل «بعد البداية»، فتعجّب وقال إنه يعرف العمل ويحب الورق الذى كتبه عمرو سمير عاطف، وإنه متحمس جداً له وينتظر أن يخرج إلى النور، وانتهى حوارنا عند هذا الحد، وبعد اعتذار أحد المخرجين عن المسلسل، تحدثت مع طارق لطفى وحكيت له ما حدث بينى وبين أحمد خالد، فطلب منى أن أرسل إليه، وتم اختياره من قبل أسرة العمل، وأحب أن أشكره جداً على ما كتبه، حول أننى رشحته للعمل، فهو إنسان أصيل يُقدّر الناس ويحترمهم. ■ وما رؤيتك فيما يتعلق بتعرّض العمل لصناعة الإعلام وحقيقة كونه يكشف لغز اختفاء الصحفى رضا هلال؟ - الإعلام أصبح يؤثر فى حياتنا بشكل كبير، خاصة خلال السنوات الأربع الأخيرة، ولا أحد يستطيع أن ينكر ذلك، ووصل بنا الحال إلى أن وسائل الإعلام المقروءة والمرئية والمكتوبة، أصبحت تؤثر فى حياتنا الشخصية، سواء بالإيجاب أو بالسلب، ولكنى لا أعتقد مطلقاً أن العمل يدور حول شخصية رضا هلال، ربما تكون هناك أحداث قريبة، أو تشابك فى الخيوط بينهما، لكن العمل يدور فى إطار بعيد تماماً عن قصة الصحفى. ■ ما ردك على انتقاد البعض الصورة المهزوزة للكادر فى الحلقة الأولى؟ - هذه رؤية إخراجية، لمشاهد الحلقة الأولى، التى كانت تدور حول البطل الذى يحاول أن يسترجع بطريقة «الفلاش باك»، معلومات بها خلل ما، لذلك أظهر الصورة المهزوزة، ولا بد أن أشكر المخرج على الأشكال الجديدة التى قدّمها خلال العمل، فمشاهد الأحلام التى تؤرق البطل أثناء نومه، صاغها فى قالب درامى جديد ومختلف، وأظهرها بشكل سينمائى، وللعلم المخرج محمد سامى فى العام الماضى، قدّم أيضاً الفكرة نفسها فى مسلسل «كلام على ورق»، حينما أخرج الكادر بطريقة مقلوبة، لكى يعطى رسالة إلى المشاهدين بأن أبطال العمل وقعوا فى الخطأ. ■ وماذا عن دورك فى مسلسل «حالة عشق»؟ - هذه الشخصية من أحب الشخصيات إلى قلبى، فشخصية «فريدة» صعبة ومركبة للغاية، فهى دكتورة جامعية، ولديها عُقد كثيرة، وتعيش حياة صعبة، فوالدها مسجون، ولديها عبء نفسى كبير، لكنها تحاول أن تظهر قوية، كما أننى سعيدة للغاية بالتعاون مع شركة «عرب سكرين»، فهى شركة ناجحة وقوية. ■ وماذا عن الاختلاف بينها وبين شخصيتك فى مسلسل «بين السرايات»؟ - حينما أعمل مع المخرج سامح عبدالعزيز، والكاتب أحمد عبدالله، أشعر أننى أسعد إنسانة فى الدنيا، فالعمل معهما له طعم مختلف تماماً، كما أننى دائماً أرى أن باسم سمرة ممثل عملاق، لكن بعد أن تعاملت معه، أقول إن الله أكرمنى بالتعامل معه، فهو إنسان لا يوصف، لأنه يحب النجاح لكل من حوله، ولا يفضّل نفسه عن باقى زملائه، ولا يعرف معنى الأنانية، كما أننى لم أكن أتخيل أن تحقق مشاهدنا معاً فى العمل كل هذا النجاح. ■ البعض انتقد مشهد قيامك بإجبار زوجك على الزواج من أخرى فى «بين السرايات»، فما رأيك؟ - أجسّد أنا وباسم سمرة شخصيتى «روميو وجولييت» الحارة المصرية الشعبية، ف«سمر» سيدة تعشق زوجها، وتتمنى أن تحقق له كل ما يريده، لكن الله حرمها من الإنجاب، لذلك غصبت على نفسها، وقررت الموافقة على زواجه من أخرى، لكنها أخرجت الشر بإجباره على الزواج من «أوحش» بنت فى الحارة.