"مجموعة غير نظامية متفرقة في بلاد كثيرة، أي ليس لها مكان محدد داخل البلاد أو خارجها، تواجه جيشا نظاميا برمته"، هكذا عرف مجموعة من الخبراء الأمنيين مصطلح "حرب الجيل الرابع". ولم تتوقف مصطلحات الحروب عند ذلك الحد، بل أضيف إليها نوع آخر من الحروب تسمى "حروب الجيل الرابع المتقدم" أو "الجيل الخامس"، تستخدم عند لجوء مجموعة عقائدية إلى العنف المسلح، وتلعب هاتين الحربين على نقطتين في غاية الخطورة هما المعنويات والعقل. قال اللواء نبيل فؤاد الخبير الإستراتيجي، "لكي نواجه مثل هؤلاء الحروب يجب أن نعمل على توعية الشعب بصفة عامة، والشباب بصفة خاصة، للحفاظ على مصر مما تتعرض إليه الآن، والحفاظ عليها أيضًا مما سوف تتعرض له مستقبلا". وأضاف فؤاد، ل"الوطن"، أن تنمية الروح الوطنية تحدث فارقًا كبيرا في تشكيل وعي الشباب، ما يجعل من الصعب على أي جهة سواء داخلية أو خارجية أن تلعب بعقولهم، لأن هذه الحرب تقوم على اللعب بالعقول في المقام الأول، والتأثير عليها وتوجيهها نحو العنف ضد الدولة. وتابع "التوعية الدينية لمختلف الأعمار هي وسيلة أخرى للوقوف في وجه الحربين الرابعة والخامسة، والمقصود بالتوعية الدينية هي التوعية بصحيح الدين الوسطي الحنيف، لأن ما تعمل عليه الآن الجماعات الإرهابية هو تركيب جزء صحيح من الدين بجزء خاطئ متطرف يحث على العنف وارتكاب الجرائم ووعداء الدولة، لذلك يجب أن يتكاتف جميع المواطنين للوقوف في وجه أي أحداث غير طبيعية حتى لا يستطيع أحد السيطرة على عقولنا". من جانبه، قال العميد محمود سيد قطري الخبير الأمني، "يجب التمسك بوحدة الجيش والشرطة والنأي بعقولنا عن أي فكر متطرف من الممكن أن يجعلنا نعيث في الأرض فسادًا، كما ينبغي أن تكون الأجهزة الأمنية على قدر كبير من الوعي لعدم إتاحة الفرصة لسيطرة أي جماعة إرهابية على عقول شبابنا". وأوضح قطري، أن سقوط العراق كان بسبب حروب الجيل الرابع والخامس، مضيفا "أدركت الولاياتالمتحدة أن هذه الطريقة سوف تجعل احتلال العراق أمرًا يسيرا، فأشاعت في أجهزة الإعلام أن أمريكا سيطرت بالفعل على العراق قبل أن يترك الجنود العراقيين أسلحتهم، ما أدى إلى ترك الجنود أسلحتهم بالفعل، ما يؤكد خطورة الحرب الرابعة والخامسة".