تسيطر حالة من القلق على سكان الولاياتالمتحدةالأمريكية، بسبب زيادة مُعدل وفيات الأطفال نتيجة اعتماد المزارعين على المُبيدات الحشرية بشكل كبير للغاية، بعد موت أعداد هائلة من الخفافيش التي كانت تتغذى على الفطريات التي تنشأ فوق المحاصيل، بحسب ما نشرته صحيفة «الجارديان» البريطانية. الفيروس القاتل منذ عام 2006، انتشر فيروس بين الخفافيش في أمريكا وعرف باسم «مٌتلازمة الأنف الأبيض»، وتسبب في قتل آلاف منها، إذ ينمو الفيروس على أنف الخفاش على شكل حبوب بيضاء، يٌمكنها أن تقضي على مٌستعمرة كاملة من الخفافيش في خلال 5 سنوات فقط. وربط خبراء الاقتصاد البيئي بين موت الأطفال واختفاء الخفافيش، وكشفت دراسة نشرتها مجلة «ساينس»، وهي مجلة علمية متخصصة في نشر الأبحاث المتطورة، أن المزارعين زادوا بشكل كبير من استخدام المبيدات الحشرية بعد موت الخفافيش، وهو ما ارتبط بزيادة متوسط وفيات الأطفال بنحو 8% على نحو غير معتاد، حيث وصل عدد وفيات الأطفال إلى ما لا يقل عن نحو 1300 طفل في أمريكا منذ أن بدأ المزارعين في استخدام المبيدات الحشرية بشكل كبير، ويُشير البحث إلى وجود رابط بين صحة الإنسان والخفافيش. الأضرار الناتجة عن موت الخفافيش واضطر المزارعون إلى زيادة الاعتماد على استخدام المبيدات الحشرية للقضاء على الآفات الزراعية، التي تضر بالمحاصيل الزراعية، بعد تراجع نسبة القضاء عليها. كما وجد إيال فرانك، الأستاذ المساعد بجامعة شيكاغو، أن المزارعين عوضوا خسارة الخفافيش من خلال زيادة كبيرة في استخدامهم للمبيدات الحشرية بنسبة 31.1% في المتوسط، لذلك ربط «فرانك» بين زيادة وفيات الأطفال، وزيادة الاعتماد على المبيدات الحشرية الضارة. كما أجرى «فرانك» مجموعة اختبارات من أجل إثبات الفرضية وتوصل بالفعل إلى ذلك من خلال النتائج، وهو أن المزارعين استجابوا لانخفاض أعداد الخفافيش آكلة الحشرات، وأن هذه الاستجابة كان لها تأثير سلبي على صحة الرضع من البشر. وقال ديفيد روزنر، أستاذ التاريخ بجامعة كولومبيا إن الدراسة تضم مجموعة من الأدلة تعود إلى ستينيات القرن العشرين التي تؤكد أن المبيدات الحشرية تؤثر سلبًا على صحة الإنسان، وأضاف: «نحن نلقي بهذه المواد الاصطناعية في بيئتنا، دون أن نعرف شيئًا عن تأثيراتها». نفوق الحيوانات البرية يؤثر بالسلب على البشر تشير الدراسات الحديثة أن موت أعداد كبيرة من الحيوانات البرية ينتج عنه آثارًا غير متوقعة على البشر، ففي يونيو الماضي، قدر «فرانك» وباحث آخر أن موت أعداد ضخمة من النسور في الهند أدى إلى وفاة 500 ألف إنسان، لأن مرض داء الكلب وغيره من الأمراض المعدية انتشرت بين أوساط البشر بسبب غياب النسور التي تتغذى على الكلاب والحيوانات الميتة.
