جبال عالية تغطي قممها الثلوج، التي تسللت وسط المساحات الخضراء المغطية لتلك الجبال، تذوب كميات من الثلوج وكميات أخرى تظل على حالتها كسهام بيضاء أطلقت على أشجار خضراء في ربيعها، يتوسط تلك الجبال مساحة مائية كبيرة تعتمد أرمينيا عليها إلى جانب الينابيع المنتشرة في أنحائها، وعلى نوع السمك الوحيد بها «أشخان»، وإلى جوارها كنيستان من أقدم الكنائس الأرمنية، إنها بحيرة "سيفان". تعد «سيفان»، التي تحتل وسط أرمينيا، البحيرة الوحيدة في البلاد، وأحد أكبر البحيرات التي تقع على ارتفاع عال في العالم، حيث تقع على ارتفاع 1900 متر فوق مستوى سطح البحر، يغذيها 28 نهرا ومجرى مياه من أنحاء البلاد. «سيفان».. اسم أرمني أطلق على الكثير من نسائهم، إلى جانب كونه رمز أرميني، يتكون ذلك الاسم من مقطعين «سي.. فان» أي «فان السوداء»، حيث أطلق الأرمن على تلك البحيرة هذا الاسم نسبة إلى بحيرة «فان» شرق الأناضول التركية، والتي تقع داخل حدود أرمينيا الكبرى، وألصقوا فيها "السوداء" نظرًا لمنظرها الأسود. «هي أحد معالم أرمينيا.. ومقصد السياح الأول لجمال المنظر هناك، حيث المياه والجبال المحيطة بها وعلى قممها الثلوج».. بهذه الكلمات وصف خاتشيك جوزيكيان أحد أكبر المرشدين السياحيين في أرمينيا، أهمية بحيرة سيفان، مضيفًا أنه مقصد للأرمن أو الأجانب، وأن أكل سمك «أشخان» على تلك البحيرة يختلف كثيرًا، مشيرًا إلى أن الأفواج السياحية التي تأتي إلى أرمينيا تضع زيارة البحيرة أساسيًا ضمن برنامج الزيارة. يضيف جوزيكيان ل«الوطن»، أن البحيرة أعطت لأرمينيا «الحياة»، حيث الاعتماد على مياهها في الشرب، وعلى سمكها في الطعام، فضلًا عن كونها مزار سياحي خلاب يجذب السائحين.