«دم ولادكم فى رقبتى ولن يفلت المسئول عن وقوع هذا الحادث»، كان هذا التصريح هو أول رد فعل للدكتور محمد رشاد المتينى، وزير النقل، بعد حادث تصادم قطار الفيوم المأساوى الذى راح ضحيته 4 مواطنين بالإضافة إلى 33 مصاباً. لكن المتينى أرجع جزءًا من اللوم على العاملين بالوزارة لتعطيلهم العمل من أجل مطالب فئوية، وقال إنه لم يستطع تفعيل خططه خلال الثلاثة أشهر منذ أن تقلد منصب وزير النقل فى حكومة د.هشام قنديل. ورغم هذا اللوم الذى يحمل طابع الاتهام المباشر فور وقوع الحادث، فإنه قال فى تصريح له قبل ساعات قليلة من تصادم قطار الفيوم، إن إضراب سائقى الشاحنات أعطى مؤشرات إيجابية للنقل البديل بالسكك الحديدية والنقل النهرى، وأعطاها الفرصة للمساهمة فى نقل البضائع التى كانت تصل نسبتها فى السابق إلى ما يقرب من 5% فقط من حجم نقل البضائع. وطالب وزير النقل الوزارات والهيئات والشركات والمصانع بتفعيل النقل عبر السكك الحديدية والنقل النهرى، موضحاً أنه كلف المهندس مصطفى قناوى رئيس الهيئة القومية لسكك حديد مصر، بالاتصال بمصانع الأسمدة، والتى تأثرت بإضراب سائقى الشاحنات للنقل عن طريق السكك الحديدية والنقل النهرى، بالإضافة إلى قيام خطوط السكك الحديدية بنقل السلع التموينية عبر قطاراتها. تولى المتينى، البالغ من العمر 65 عاماً، حقيبة النقل خلفاً لجلال مصطفى محمد السعيد، حيث كان يعمل أستاذ هندسة الطرق والمرور بكلية الهندسة بجامعة القاهرة، ومن بين مؤهلاته العلمية حصوله على بكالوريوس الهندسة المدنية بجامعة القاهرة بتقدير جيد جداً مع مرتبة الشرف، كما حصل على ماجستير الهندسة المدنية من جامعة ولاية أوهايو بأمريكا وانتدب كخبير تخطيط النقل بوزارة التخطيط بالمشروع الإنمائى لتخطيط التنمية الإقليمية والبنية الأساسية والممول من الأممالمتحدة حتى عام 2003. كما عمل خبيراً لتخطيط النقل والطرق والمرور لدى جهات متنوعة منها وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية الجديدة والنقل ومديريات الطرق بالمحافظات. لكن كل هذه المؤهلات تتنحى جانباً أمام حوادث الطرق، خاصة السكك الحديدية، وآخرها حادث تصادم قطارى الفيوم أمس الأول، والغريب فى الأمر أن د.محمد رشاد المتينى، عندما زار مصابى الحادث شدد على أنه لا يقبل إهمالاً أو تقصيراً وسيحاسب المسئول مهما كان وسيحرص على أن يحصل على جزائه، وأضاف وزير النقل، أثناء زيارته للمصابين بمستشفى الفيوم العام، رداً على والد أحد المصابين الذى شكا الإهمال فى وسائل النقل، «لن يفلت مسئول من العقاب».