من أديس أبابا إلى القاهرة وصولًا لجوهانسبرج دارت القمم الإفريقية ما بين التجمعات العامة والاقتصادية في أشهر متقاربة منذ بداية العام 2015 وحتى منتصفه الجاري، وبين طيات القمم العامة تستعيد مصر دورها في القارة السمراء بعد انقطاع دام لسنوات طويلة. في 30 مارس 2015 ترأس المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء، وفدًا مصريًا للمشاركة في قمة الكوميسا، التي انعقدت على مدار يومين، تحت شعار "التصنيع الشامل والمستدام"، وشاركت في القمة 19 دولة إفريقية من إقليم الكوميسا الذي يضم الشرق والجنوب الإفريقي. وتضم اتفاقية الكوميسا في عضويتها 20 دولة، هي "مصر، ليبيا، أنجولا، بوروندي، جزر القمر، جمهورية الكونغو الديمقراطية، جيبوتي، إريتريا، إثيوبيا، كينيا، مدغشقر، مالاوي، موريشيوس، ناميبيا، رواندا ، السودان، سوازيلاند، أوغندا، زامبيا، وزيمبابوي"، قبل أن تنسحب تنزانيا في سبتمبر عام 2000 ليصبح عدد الدول في هذه الاتفاقية 19 دولة. تهدف الاتفاقية إلى تنمية التجارة فيما بين دول المنطقة وإنشاء المؤسسات التي تكفل تنفيذ ذلك، والتعاون والتخصص في إنتاج السلع الاستهلاكية والرأسمالية والوسيطة التي يمكن تبادلها بين دول المنطقة، والتعاون في المجالات الزراعية والأمن الغذائي، وإزالة العوائق الجمركية وغير الجمركية، كما تتمتع المنتجات التي يتم تبادلها بين دول الأعضاء بالمعاملة التفضيلية طبقا لقواعد المنشأ. وفي 10 يونيو الجاري، انطلقت أعمال القمة الثلاثية لرؤساء دول وحكومات الكوميسا ومجموعة شرق إفريقيا ومجموعة تنمية الجنوب الإفريقي، والتي افتتحها الرئيس عبدالفتاح السيسي، وانعقدت في مدينة شرم الشيخ، والتي شارك فيها 25 دولة وهي، مصر وإثيوبيا واريتريا وكينيا ومالاوي وموريشيوس ورواندا وسيشل والسودان وجيبوتي وأوغنداوزامبيا وزيمبابوي وبوتسوانا وليسوتو وناميبيا وأنجولا وجنوب إفريقيا وسوازيلاند وتنزانيا وموزمبيق وبوروندي وجزر القمر والكونجو الديمقراطية ومدغشقر، حيث يبلغ إجمالي عدد سكان هذه الدول 625 مليون نسمة بما يمثل 57% من إجمالي عدد سكان إفريقيا. وأشار إلى أن انضمام مصر إلى تجمع الكوميسا حقق العديد من المكاسب، حيث استطاعت مصر من خلاله مضاعفة حجم صادراتها لدول الكوميسا من 150 مليون دولار إلى 730 مليون دولار، فضلاً عن تمكنها من استيراد عدد من السلع كثيفة الاستهلاك بالنسبة للمستهلك المصري، ومن بينها اللحوم والشاي. واليوم أجرى المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء، مداخلة خلال مشاركته في فعاليات قمة لجنة توجيه النيباد بجنوب إفريقيا، على هامش فعاليات الدورة ال24 لقمة الاتحاد الإفريقي، نيابة عن الرئيس عبدالفتاح السيسي، وذلك بشأن عرض كارلوس لوبيز مساعد سكرتير عام الأممالمتحدة، والسكرتير التنفيذي للجنة الأممالمتحدة الاقتصادية لإفريقيا UNECA أهداف التنمية الإفريقية في إطار تنفيذ أجندة التنمية 2063. ورأت الدكتورة أماني الطويل مدير البرنامج الإفريقي في مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، إن التواجد المصري في أي محفل إفريقي ينعكس إيجابيًا على مصر، لتأكيد علاقاتها في القارة الإفريقية ومصالحها والتفاعل مع القضايا المشتركة بشأن مستقبل القارة. وأضافت الطويل، في تصريح ل"الوطن"، أن المردود الإيجابي ينعكس على النواحي الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية طالما مصر موجودة في المحافل الإفريقية بشكل عام.