"وصمة العار" أكبر حجة جعلت مصر تحتل في عام 2015 المركز الثالث عالميا على انتشار ظاهرة "ختان الإناث" بنسبة 91%، تشريعات 2008 التي جرمت عمليات الختان للإناث، والأحكام الصادرة ضد أطباء خالفوا القانون، لم تمنع الآلاف بل الملايين من استكمال ما ورثوه من أجداهم، ويبقى رأي الشرع بين قيل وقال، فمازال حتى الآن يوجد الكثيرون الذين يؤكدون شرعيته رغم إعلان الأزهر حرمانيته. أكد الدكتور محمد سيد طنطاوى شيخ الجامع الأزهر الراحل، مسألة عدم إباحة "ختان الإناث"، وقال إنه لا يوجد من نصوص قرآنية تؤكد حرمانتها أو إباحتها، موضحا "الذي نراه بعد استعرضنا أراء بعض العلماء القدامى والمعاصرين في مسألة الختان أنها سُنة واجبة بالنسبة للذكور لوجود النصوص الصحيحة التي تحث على ذلك، أما بالنسبة للإناث فلا يوجد نص شرعي صحيح يحتج به على ختانهن". وأضاف: "الذي أراه أنه عادة انتشرت في مصر من جيل إلى آخر، وتوشك أن تنقرض وتزول بين كافة الطبقات، لاسيما طبقة المثقفين، ومن الأدلة على أنها عادة ولا يوجد نص شرعي صحيح يدعو إليها أننا نجد معظم الدول الإسلامية الزاخرة بالفقهاء تركت عادة ختان النساء، لذلك فإني أرى أن الكلمة الفاصلة في مسألة ختان الإناث مردها إلى الأطباء، فإن قالوا في إجرائها ضررا تركناها لأنهم أهل الذكر في ذلك". كما أوضح الإمام الأكبر فضيلة الشيخ محمود شلتوت، شيخ الأزهر الراحل، في كتابه (الفتاوى) "إن ختان الأنثى ليس لدينا ما يدعو إليه وإلى تحتمه لا شرعاً ولا خُلقاً، ولا تحريمه في ذات الوقت". كما يقول في كتابه إن عملية الختان عملية قديمة، عرفها كثير من الناس منذ فجر التاريخ واستمروا عليها حتى جاء الإسلام "اختتنوا وختنوا (ذكوراً وإناثاً) في ظله، غير أننا لا نعرف بالتحديد أكان مصدرها لديهم التفكير البشري وهداية الفطرة في إزالة الزوائد التي لا خير في بقائها، أو التي قد يكون في بقائها شيء من الأذى والقذر، أم كان مصدرها تعليم ديني ظهر على لسان نبي أو رسول في حقب التاريخ الماضية". بينما ظهر بعض علماء الدين، الذين أكدوا شرعيته، وأنه مذكور في كثير من الأحاديث النبوي، مثل الشيخ جاد الحق شيخ الأزهر السابق، الذي أصدر كتابا عن مشيخة الأزهر قام هو شخصيًا بإعداده، جمع فيه كل الأحاديث النبوية التي تؤكد على شرعية ختان الإناث. في حين تمسك الشيخ طنطاوي، بأن الختان ليس من الشريعة الإسلامية، وأنه عادة إفريقية وفرعونية. كما قام الشيخ حسان، بالإفتاء بأن له أصل في دين النبي محمد، وليس كما قِيل عادة فرعونية لا أصل لها في الإسلام، واستشهد بأحاديث للأمام البخاري يؤكد من خلالها شرعية "ختان الإناث والذكور" معا، مضيفا أن هناك الكثير من أحاديث الرسول عن صحيح مسلم، التي تؤكد ذكره وعدم تحريمه.