حوار مكتوم الصوت، رصدته كاميرات المراقبة، دائر بين 3 سيدات يجلسن على سلم منزلهن، ويبدو أنه تحوَّل سريعًا إلى مشاحنات ومشادات كلامية؛ إذ راحت إحداهن، وهي الأصغر سنًا تنقض على أخرى وتعتدي عليها بضربٍ مُبرح وقوة يحركها الغل والغضب الشديد، بينما تحاول السيدة الثالثة فض الاشتباك بينهما. وبعد تداول هذا الفيديو الذي لم تتجاوز مدته دقيقة واحدة، عبر منصات التواصل الاجتماعي، تبيَّن أنه اعتداء من زوجة شابة بمحافظة الشرقية على حماتها المُسنة، ما أثار استياء وغضب ورفض كثيرين، وراحت الآراء تنقسم بين غاضبٍ بشدة وملتمسٍ للعذر ومُتسائلٍ عن خبايا الأمور وباطنها.. فما هي كواليس اعتداء الزوجة الشابة على حماتها؟ وكيف تدرجت الأحداث بدءًا من الضرب والسحل وحتى الصُلح والتراضي؟ بداية القصة ونشر مقطع الفيديو بدأت القصة عندما نشر شخصٌ مقطع فيديو عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، مُرفقًا بعبارات كشفت عن اعتداء زوجته الشابة على والدته المُسنة، وأنه يقيم خارج مصر للعمل بإحدى الدول، ولم تمر دقائق حتى كان مقطع الفيديو على شاشة هواتف ملايين المصريين، يشاهدونه بقلب حزين ووجه ممتعض، لتتحرك الشرطة على الفور وتلقي القبض على الزوجة وتستدعي حماتها، لتوجِّه الثانية الاتهام إلى الأولى بأنها اعتدت عليها بضرب مبرح، وهو ما اعترفت به الزوجة الشابة. ومع التداول الواسع لمقطع الفيديو، أصدرت وزارة الداخلية بيانًا رسميًا كشفت فيه ملابسات الواقعة بشأن مقطع الفيديو الذي نشره أحد الأشخاص عبر صفحته على «فيسبوك» يُظهر اعتداء زوجته على والدته بالضرب على إثر حدوث مشادة كلامية بينهما بسبب خلافات عائلية، موضحة أنه بالفحص تم تحديد القائم على نشر مقطع الفيديو، وتبين أنه عامل مقيم خارج البلاد، لتضرره من زوجته «ربة منزل - مقيمة طرف والدته»، لقيامها بالاعتداء على والدته بالضرب، وأنه باستدعاء والدته أيَّدت ما سبق، واتهمت زوجة نجلها بالاعتداء عليها بالضرب، وباستدعاء المشكو في حقها اعترفت بارتكاب الواقعة لذات السبب، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية. الطلاق أول قرارات الزوج بعد الاعتداء على والدته زادت التفسيرات والكلام المُرسل حول الواقعة، وكشف الزوج، ويُدعى «علي» عن أول قراراته تجاه حدث، مؤكدًا خلال تصريحات تليفزيونية، أن علاقته بزوجته التي تُسمى «نداء» وتزوج منها منذ عام ونصف العام، وأنجب منها ابنة وحيدة قبل 4 أشهر، قد انتهت: «مش هتفضل على ذمتي ومش هقدر أكمل معاها.. مش هتفضل على ذمتي حتى لو والدتي طلبت عدم تطليقها، اتخذت قرار الطلاق، مش هقبل أعيش مع واحدة مدت إيديها على أمي». وعن كيفية كشفه للواقعة ووصول فيديو الاعتداء إليه في إقامته خارج البلاد، قال: «ركبت كاميرات مراقبة قبل ما أسافر لأني كنت بشوف ماء كتير حول المنزل، الأول افتكرت أنه سحر، ولكن ده اختفى بعد تركيب الكاميرات.. ويوم الجمعة، فوجئت بفيديو اتبعت لي خلال اعتداء زوجتي على والدتي، ولما اتصلت وتأكدت من صحة الواقعة قررت العودة إلى مصر فورًا». الحماة تروي كواليس الاعتداء عليها: اتفاجئت بالضرب ومن جهتها، كشفت الأم حنان مبروك عبد الستار، من أبناء مركز ديرب نجم بالشرقية، كواليس الاعتداء عليها، موضحة أن زوجة ابنها ووالدتها كانتا تجلسان على سلم المنزل وفي أثناء خروجها وقدومها إليهما، راحت الأولى تفتعل مشاحنة كلامية، وهي توجه الكلام إليها قائلة: «إنتي مش جبتي لي موسم (هدية) عاشوراء وأنا مخطوبة»، لترد الحماة أنها لا تتذكر، وأنها ستطلب من ابنها أن يعطيها مبلغًا من المال عوضًا عن الهدية التي لم تأخذها خلال الخطوبة، لتتفاجأ قبل إنهاء كلامها بزوجة ابنها تنقض عليها وتعتدي عليها بضرب مبرح: «حاولت تعمل مشاكل كتير زمان، دي مش أول مرة». وخضعت الزوجة «نداء» صاحبة ال20 عامًا، للتحقيقات أمام النيابة العامة، ودخلت في نوبة بكاء شديدة، مؤكدة أنها لم تقصد الإساءة لحماتها أو إيذاءها، وأنها نادمة بشدة على كل ما صدر منها رغم كونه خارجًا عن إرادتها: «مكنتش حاسة بنفسي.. أنا بقى لي أسبوع بتعالج من المس وأعمال السحر.. ومعرفش عملت كدة إزاي»، كما أكد والداها أنها تعاني من أعمال المس والسحر منذ أسبوع، لتقرر النيابة وقتها حجز الزوجة على ذمة التحقيقات. صفح الحماة وإتمام جلسة الصُلح العرفية مرت عدة أيام اتخذ خلالها كل من الطرفين الإجراءات القانونية اللازمة، قبل أن تقرر الحماة الصفح عن زوجة ابنها والتصالح معها؛ حماية لها من السجن وخوفًا على حفيدتها الصغيرة ذات الأربعة أشهر، ليتم بعدها عقد جلسة عرفية في مركز ديرب نجم بالشرقية بحضور وجهاء القرية، ومن ثم إتمام الصُلح بين الطرفين.