لا تزال التغيرات المناخية تفاجئ العالم يوما بعد يوم، بعد التحذير من ظاهرة نادرة تضرب الغلاف الجوي، وسيكون لها تأثيرا كبيرا على الكرة الأرضية خلال الفترة القادمة، وتحديدا في فصل الشتاء، فما هي الظاهرة؟ وما مدى تأثيرها على المناخ؟. «كتل من الهواء القطبي تجتاح نصف الكرة الجنوبي قريبا»، هكذا كشف موقع «weather zone» عن ظاهرة نادرة بعد رصد ارتفاعا في درجات الحرارة على طبقة الستراتوسفير فوق القطب الجنوبي حيث تسببت بركة من الهواء الدافئ بشكل غير طبيعي في إفساد شكل الدوامة القطبية الستراتوسفيرية، وهي الظاهرة التي تسمى «الاحترار المفاجئ في الستراتوسفير (SSW)». معلومات عن ظاهرة نادرة تضرب الغلاف الجوي ورغم أن هذا الاحترار في طبقة الستراتوسفير حدث على مسافة بعيدة فوق سطح الأرض، إلا أن هناك دلائل تشير إلى أن تأثيره يتسرب الآن إلى الأسفل عبر الغلاف الجوي ويؤثر على أنماط الطقس الأقرب إلى السطح، ما يقلب موازين الكرة الأرضية خلال الأشهر المقبلة. ما هي ظاهرة الاحترار المفاجئ في طبقة الستراتوسفير؟، هي ظاهرة نادرة تؤدي إلى زيادة مفاجئة في درجة حرارة الهواء فوق أي من المنطقتين القطبيتين للأرض والتي تحدث على ارتفاع يتراوح بين 30 و40 كيلومترًا فوق سطح الأرض. ويستعرض «الوطن» في السطور التالية تأثير تلك الظاهرة على الكرة الأرضية بحسب موقع «Arabia weather»: 1. يؤدي ارتفاع درجات الحرارة في طبقة الستراتوسفير خلال فصلي الشتاء والربيع إلى إضعاف الدوامة القطبية التروبوسفيرية، التي قريبا من الكرة الأرضية وتؤدي إلى تشوهها. 2. يؤدي هذا الضعف في الدوامة القطبية التروبوسفيرية إلى إطلاق مرحلة سلبية من الوضع الحلقي الجنوبي، ما يسبب ابتعاد الرياح الغربية والهواء القطبي عن القارة القطبية الجنوبية وانتشارها نحو خطوط العرض المتوسطة. 3. تتسبب في جعل تيار النفاث القطبي في نصف الكرة الجنوبي أكثر تموجا من المعتاد. 4. قد يؤدي إلى تفشي الشتاء في مناطق خطوط العرض المتوسطة التي تجد نفسها تحت إحدى هذه البرك الضالة من الهواء القطبي. وبحسب التقرير، فإن هذا الأمر يمكن أن يحدث عدة مرات في فصل الشتاء بالنصف الشمالي من الأرض، لكنه نادرا ما يحدث فوق القطب الجنوبي بسبب الانخفاض الكبير على درجات الحرارة في معظم طبقات الجو، موضحا: «بسبب التغير المناخي الناتج عن النشاط البشري الذي فرض نفسه وصلت تأثيراته إلى القطب الجنوبي». ما تأثير ظاهرة الاحترار المفاجئ في طبقة الستراتوسفير؟ وتمتد الدوامة القطبية عاليا في الغلاف الجوي، حيث يسمى المستوى الأدنى منها «التروبوسفير»، وهي الطبقة التي تحدث فيها جميع الظواهر الجوية التي تؤثر على الكرة الأرضية، وتمتد فوق طبقة التروبوسفير طبقة الستراتوسفير وهي طبقة أعمق وأكثر جفافًا ولا تتشكل فيها أي ظواهر جوية وتعد موطن لطبقة الأوزون، بحسب التقرير. ظاهرة الاحترار المفاجئ في طبقة الستراتوسفير من المتوقع أن تؤدي إلى شذوذ في درجات الحرارة بشكل قوي، حيث تزيد درجات الحرارة القصوى عن 60 درجة مئوية فوق المتوسط على المدى الطويل، بحسب التقرير، ما قد ينجم عنه حدوث اضطرابات في الأنماط الجوية في فصل الشتاء من العام الجاري في نصف الكرة الشمالي، والتي تؤدي بدورها إلى حالات جوية متطرفة في بعض المناطق منها الأمطار الغزيرة قد تصل إلى حد الفيضانات في بعض الدول، بينما تتأثر دول أخرى بانحسار تأثير موجات البرد فيها لفترات طويلة ما قد يؤدي لحدوث تساقطات ثلجية أكبر من المعتاد داخلها.
