قال الداعية السلفي حازم صلاح أبوإسماعيل، في خطبته التي ألقاها من على المنصة الرئيسية بميدان التحرير، خلال مشاركته في "جمعة الشريعة"، إن مصر في حاجة إلى دستور يحدد أعمال الرئيس والبرلمان، بحيث لا يكون لهما أي تحكم في وضع دستور مصر. وأضاف أنه يدعم "تطبيق الشريعة"، موضحا أن المصريين قديما "بطبيعة قلوبهم" كانوا يفضلون إرضاء خصمهم، لذلك لم يتم تغيير المادة 2 في أي من الدساتير السابقة، وأنهم ارتضوا بنص يتضمن مبادئ الشريعة. وقال لأعضاء التأسيسية المهددين بالانسحاب، إن المشكلة لم تعد "الأحكام التفصيلية"، وإنما مبدأ تطبيق الشريعة ذاته، والتعبيرات التي تهدر كرامة الشريعة، مؤكدا أن الشعب لن يتخلى عن عقيدته. ووجه أبوإسماعيل كلمة إلى أعضا ء التأسيسية قائلا: "نحن نعلم أنكم تريدون أن تسير الأمور بهدوء، لكن رغما عنكم وعنا وصلنا إلى صدام حول الهوية والشريعة، والآن خرجت الملايين إلى الميادين تطالب بتطبيق الشريعة الإسلامية". وأشار أيضا إلى أن الليبراليين يستفزون الإسلاميين كثيرا، حيث كلما "تفتح المحطات الفضائية تجد من يحاول تلويث الإسلاميين"، وهو ما وصفه بأنه "كرباج للإسلاميين"، حسب تعبيره. وتحدث إلى المتظاهرين قائلا: "نحن لسنا من يجتمع نهارا ثم ينفض ليلا، قد نعود الجمعة القادمة أو التي بعدها"، موضحا أن الدستور سينتهي يوم 19 من هذا الشهر، والجمعة القادمة توافق يوم 16، لذلك سيكون موعد الفعالية القادمة الجمعة التي تلي إقرار الدستور مباشرة التي توافق 23 من نوفمبر الجاري. وفي كلمة وجهها للرئيس مرسي، قال: "لم تعد القضية قضيتك، أصبحت القضية الآن بين الشعب والتأسيسية"، مؤكدا أنه في حال وصول الأمر إلى رفض الدستور "سنرفضه". وتعليقا على "جمعة قندهار الثانية"، الاسم الذي أطلقه الإعلاميون على مليونية اليوم، قال أبوإسماعيل إنه راضٍ تماما عن الاسم وسيبدأ في استخدامه، موضحا: "سيكون هناك قندهار الأولى والثانية، وقندهارالصبح وقندهار الليل، وقندهار الصيف وقندهار الشتاء". وأضح أبوإسماعيل أيضا أنه عند قيام ثورة يناير، كنا نظن أنها ستطهر مؤسسات الدولة، لكننا فوجئنا بأنها بقيت كما هي مثل الشرطة والقضاء والجيش، حسب قوله، منددا بما وصفه ب"ميزانية الجيش السلبية، والفساد الموجود به"، على حد قوله. وفي الختام وجه أبوإسماعيل حديثه للنائب العام قائلا: "يجتمعون من أجل حمايته، ولكن لابد أن يرحل، وإذا أبّى فلابد أن تتحول الشوارع إلى أمواج لتجبره على الرحيل، فقد صكت البراءات لقتلة الثوار". وكانت آخر جملة أنهى بها أبو إسماعيل خطبته اليوم: "إذا خرج من القوس فلا يعود مرة أخرى"، مقتبسا قوله من حديث للرسول صلى الله عليه وسلم.