اختارت شبكة "إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية" أريج، القاهرة، لتكون مقرا لانعقاد فعاليات مؤتمرها الخامس للصحافيين الاستقصائيين العرب في الفترة من 23 إلى 25 نوفمبر الحالي بمشاركة ما يقرب من 300 صحافي عربي، والعديد من خبراء صحافة الاستقصاء الأجانب، تحت عنوان "تقصى ممارسات أصحاب النفوذ والسلطة: واجبات الإعلام". وأعلنت الشبكة أن اختيار القاهرة لعقد فاعليات مؤتمرها الخامس هذا العام لأول مرة خارج عمان -منذ تأسيس الشبكة فى 2005- يأتى مناسبا لمقاصد الثورات العربية التى اندلعت فى تونس ثم فى مصر ثم ليبيا، وللمشاركة فى غمرة الثورات العربية وتراكم الخبرات الاستثنائية التى حصدها الخبراء والصحفيين خلال هذه الثورات. ويبحث المؤتمر أفضل التحقيقات المنشورة فى الصحافة الاستقصائية على مستوى الدول المشاركة فى المؤتمر، وهى الأردن وسوريا ولبنان وفلسطين ومصر والبحرين والعراق واليمن وتونس. كما يبحث المؤتمر وسائل تبادل أدوات المعرفة وصقل المهارات، ويزخر المؤتمر أيضا بحزمة من ورش العمل والموائد المستديرة حول آخر تقنيات البحث عن المعلومة، وكيفية إيجاد صياغة أفضل فى التحقيقات الاستقصائية. ويشهد المؤتمر قيام أكثر من 120 صحافيا ومشرفا فى الدول المشاركة عرض إنجازاتهم ومنهج عملهم فى تحقيقات جريئة فى العمق، ساهمت فى كشف قضايا تثير اهتمام المجتمعات المحلية والتغييرات الإيجابية والأصداء التى يثيرها نشر وبث تحقيقاتهم فى مجتمعاتهم. ويشارك فى مؤتمر أريج السنوى الخامس للصحافيين الاستقصائيين العرب، رواد صحافة الاستقصاء ممن حصدوا جوائزا متميزة على الساحة العالمية، محررون بارزون وأكاديميون فى حقل الإعلام من أجل عرض استراتيجياتهم المهنية والتعاون مع الصحافيين العرب المتحمسين لإنجاز تحقيقات استقصائية عابرة للحدود. وتبحث ورش العمل على مدى 3 أيام كيفية استخدام الأدوات الصحيحة للتحقيقات الاستقصائية، تعقب المال المنهوب خلف أسماء وشركات وهمية، كما يتلقى الصحافيون نصائح لكشف محاولات تزوير الانتخابات والتمويل غير القانونى للحملات الانتخابية وضمان السلامة الشخصية للصحافيين أثناء البحث عن الحقائق. كما تتولى ورش العمل القيام بتدريبات عملية على الكتابة لوسائط متعددة، تقنيات النشر واستراتيجيات بناء المصادر بهدف تحسين أدوات جمع المعلومات وتقديمها، وكذلك دراسة استخدام الحاسب فى تحسين آداء صحافة الاستقصاء وتوفير أدوات متقدمة للبحث عن الحقائق وتقديمها للمتلقى بدون شوائب، وصولا إلى عناوين متخصصة فى مجال الاستقصاء. وسيعمل المشاركون فى ورش العمل التفاعلية على قياس نجاحات وهفوات الإعلام فى المرحلة الانتقالية بعد الثورات العربية، ومناقشة أفضل الأساليب فى تغطية أخبار اضطرابات وأحداث عصيبة تترك صدمات نفسية لدى الصحافى وجمهور القراء، وكيفية تطوير الأفكار وتحويل القصص المكتوبة إلى تقارير تليفزيونية. ويعقد على هامش مؤتمر "أريج" السنوى الخامس للصحافيين الاستقصائيين العرب مائدة مستديرة حول "مستقبل الصحافة الاستقصائية فى مجالات الإعلام فى الجامعات العربية"، يشارك فيها 28 من أساتذة كليات الإعلام فى 21 جامعة داخل الأردن ومصر ولبنان وتونس وفلسطين واليمن. وينضم إلى المتحاورين 27 طالبا وطالبة من هذه الجامعات. وتعقد مائدة مستديرة ثانية حول "خصائص وآليات بناء فريق الاستقصاء وتعميق الالتزام بمنهجية الشبكة"، يشارك فيها رؤساء تحرير ومديرو وحدات صحافة الاستقصاء فى عدد من الإصدارات ووسائل الإعلام منها من الأردن "راديو البلد" وصحيفة "الغد" وقناة "رؤيا" التلفزيونية، ومن لبنان قناة "الجديد" وصحيفة "الحياة" اللندنية، إلى جانب صحف "الوطن" و"الشروق" و"المصرى اليوم" ومحطتي "أون تى فى" و"النهار" من مصر. ويستضيف المؤتمر سبعة خبراء غربيين فى صحافة الاستقصاء، وأساتذة جامعات وطلبة من كليات الإعلام فى تلك الجامعات، ومدربين ومشرفين وصحافيين. وأكد رئيس مجلس إدارة "أريج"، داود كتاب، أن تنوع خلفيات المشاركين فى المؤتمر ومحاضرات الخبراء الأجانب يتيح للاستقصائيين العرب أدوات إبداع وتقصى ضرورية لكشف ممارسات الفاسدين فى حقبة ما بعد الثورات العربية. وأشار إلى أن المؤتمر يسهم فى تأهيل جيل جديد من الصحافيين الاستقصائيين متعدد القدرات فى الكتابة لوسائط إعلام مختلفة. ويختتم المؤتمر أعماله بحفل توزيع جوائزها السنوية عن أفضل تحقيقات نُشرت أو بُثت بين عامي 2011 و2012، إلى جانب جائزة نقدية تُمنح لأول مرة لأفضل صحافي أنجز تحقيقا سياسي الصبغة.