خلال 8 أيام، استهدف انتحاريين مسجدين للشيعة بالمملكة العربية السعودية، أحدهما بمدينة القطيف الجمعة الماضي، وأسفر عن مصرع 30 شخصا، وآخر بمدينة الدمام اليوم، وأسفر عن مقتل 4 أشخاص. وتحدثت "الوطن"، مع خبراء في "الإسلام السياسي"، بشأن ما إذا كانت "داعش" حولت قبلتها إلى السعودية لاستهداف الشيعة هناك، بعد إعلان التنظيم الإرهابي مسؤوليته عن التفجيرين. قال الدكتور كمال حبيب خبير في شؤون الحركات الإسلامية، إن "داعش" تعتبر السعودية عدوا رئيسيا لها، فهما يتنازعان على مفهوم الإسلام الصحيح، كما أن تنظيما "داعش" و"القاعدة" اتفقا منذ وقت بعيد على أن السعودية لا تحكم بالشريعة الإسلامية الصحيحة خلاف أنها حليف أساسي للأمريكان. وأضاف حبيب، ل"الوطن"، "دخول القوات الأمريكية للخليج من الأمور التي تسببت في زيادة الإشكاليات بين داعش والقاعدة من جهة، والمملكة السعودية من جهة أخرى"، وذكر حبيب لأبوبكر البغدادي قوله: "استهدفوا المملكة السعودية فهم رأس الأفعى ومن بعدهم الشيعة"، للدلالة على اعتبار "داعش" حكام السعودية ومن بعدهم الشيعة روافض. وتابع أن "الدواعش" يعتبرون وجود الشيعة في جزيرة العرب مناقضا للإسلام، فهم الروافض في نظرهم ولا يحق لهم الوجود في شبه الجزيرة العربية. أشار الخبير في الإسلام السياسي، إلى أن القاعدة كانت تحارب الأمريكان وحلفائهم لإخراجهم من شبه الجزيرة العربية، معتمدين على الحديث الشريف القائل: "أخرجوا المشركين من جزيرة العرب"، مضيفا "جاءت داعش لتوسع مفهوم الحديث الشريف ليشمل الشيعة". وأوضح أن "داعش" عندما تتحدث عن مساجد الشيعة تقول معابدهم بدلا من مساجدهم، للدلالة على أنهم لا يعبدون الله عز وجل بل يعبدون ما سواه، في إشارة لمن يعبدون ألهة أخرى من دون الله. وأضاف "مثل هذه الأفكار قائمة على فكرة الطائفية لدى داعش، معتقدين أن الشيعة من الطوائف المعادية للإسلام"، موضحا أن إيران العدو الرئيسي ل"داعش" ولذلك فكل شيعي يعتبر عدو ل"داعش"، حد قوله. فيما رأى سامح عيد الباحث في الإسلام السياسي، أن ما يحدث حاليا في السعودية ربما مؤامرة لإضعاف المملكة تقودها الغرب، مؤكدا أنه مع الصراع الدائر مع الحوثيين ربما تنزلق المملكة لمنحى خطير من الطائفية. وأضاف الخبير في شأن الإسلام السياسي، ل"الوطن"، "تحاول المملكة جاهدة لحل مثل هذه المشكلة"، مؤكدا أن مشكلة انزلاق المملكة لمنحى خطير من الطائفية لن تنتهي قريبا. من جانبه، قال خالد الزعفراني خبير في شؤون الحركات الإسلامية، إن "داعش" تحاول إحداث فوضى في السعودية من خلال إحداث فتنة بين الشيعة والسنة هناك، مضيفا "هذا المخطط الهدف منه إضعاف الدولة السعودية وتقسيمها، وداعش جزء من هذا المخطط". وأكد الزعفراني، أن "داعش" تعمل على إثارة جو من القلق داخل المملكة، في محاولة لإضعاف الشيعة والتأثير على التعايش السلمي بين الطوائف هناك، مشددا على أن هذه الأفعال لن تؤثر على الشيعة أو تقضي عليهم.