في منتصف الخمسينيات من القرن الماضي حدثت تجربة جديدة في التسوق، إذ جرى بناء أول مول تجاري مغلق دون نوافذ، وبدأ شكل جديد للبيع بالتجزئة وسط صخب وضجيج في التجارة بالشارع الرئيسي في أمريكا داخل مبنى كبير مثل الصندوق كان خاليًا من النوافذ بشكل متعمد، فما السبب في ذلك؟ في البداية كان توافد الأمريكيون على الشوارع الرئيسية للتسوق، وكانت عبارة عن متاجر صغيرة تصطف بجانب بعضها في شكل سلسلة، وتعرض بضائعها من خلال نوافذ ترحيبية كبيرة، وفقًا لما نشر في شبكة «cnn» الأمريكية، وبعدها جرى بناء أول مول في العالم مغلق بالكامل في مركز«ساوثديل في مينيابوليس» عام 1956، وصممه المهندس المعماري النمساوي فيكتور جروين بمثابة نموذج أول، وبعدها ظهرت مراكز التسوق الداخلية، والتي يمكن التحكم في درجة حرارتها والتي يمكن أن تظل مفتوحة طول العام في جميع أنحاء البلاد. لماذا لا توجد نوافذ في المولات؟ لكن لماذا صُمم المول التجاري الأول وحتي الآن دون نوافذ؟، الإجابة على هذا السؤال أرجعه التقرير إلى أن تصميم المولات كان مدروسا بهدف تحقيق 3 أعراض أساسية، وهم خلق بيئة تشجع على الإنفاق، وذلك لأن الإضاءات الصناعية تحاكي ضوء النهار، لجعل الزوار يقضون وقت أطول وينفقون أموال أكثر، وغياب النوافذ يزيد من مساحة العرض داخل المولات. استغلال الجدران لعرض المنتجات والإنفاق دون شعور الغرض الثاني، كان من أجل استغلال الجدران لعرض المنتجات بدلًا من النوافذ التي تطل على موقف السيارات الخارجي الذي يشعره بالزحام وصخب الحياة. أما الغرض الثالث، لجعل الأشخاص المتسوقين يفقدون الإحساس بالظروف الجوية الخارجية، وعامل الوقت، وليعزز شعورهم بالراحة والاسترخاء فترة التسوق بالداخل وبالتالي يزيد من احتمالية بقائهم لفترة أطول داخل المركز التجاري، وخلق بيئة جيدة للاستهلاك دون تشتت الانتباه، ما يدفع الزوار للإنفاق بحرية أكبر.
