قبلة طبعها الرئيس الراحل محمد نجيب على خده وهو يمنحه الصورة التى رسمها له والده، غيرت حياته تماما، وجعلته ينتهج منهج والده فى الحياة، فالموهبة التى حبا بها الله الأب وابنه، وهى الرسم كانت قاسما مشتركا بين الاثنين وتحولت إلى مهنة توارثها الابن عن والده. سعيد عبده الرسام الذى بدأ حياته ب«قبلة محمد نجيب» استطاع أن يلتقط سر المهنة من والده لكنه نجح فى الاختلاف عنه عن طريق الرسم بالألوان بدلا من لوحات الفحم التى اشتهر بها والده ولا تزال لوحاته التى رسمها للملك فاروق ومصطفى النحاس تزين واجهة المحل. واصل سعيد العمل فى محل والده حتى انتبه إليه أحد مصممى أفيشات الأفلام، الذى طلب منه تصميم الأفيشات الخاصة بالأفلام الأبيض والأسود، وبعد نجاحه فى هذا المجال نصحه أحد كبار الفنانين الأمريكيين بأن يصقل موهبته بالدراسة فانضم إلى مدرسة ليوناردو دافنشى فى الإسعاف لتعلم تشريح الفن. بعد تخرجه بدأ سعيد مرحلة جديدة تعامل فيها مع الفنانين وقام بتصميم عدد من أفيشات الأفلام مثل «سيدة القصر» و«على ضفاف النيل» و«أريد حلا».. وغيرها. نجاح سعيد لم يتوقف ووصل صيته إلى عبدالحليم حافظ الذى ضمه إلى فريقه ليصمم أفيشات أفلامه وحفلاته الخاصة، يقول سعيد: «حبيت الشغل مع عبدالحليم وهو كان من أكثر الفنانين حرصا على مظهره وعلى تصميم الأفيش فكان يسهر لساعات طويلة فى تصميم الأفيش ثم الإمضاء على الماكيت بعد الانتهاء منه». ليس العندليب فقط، بل تعامل سعيد مع فريد الأطرش وفهد بلان ونجاة.. ومن جيل الثمانينات عمل سعيد مع نبيلة عبيد ونادية الجندى وغيرهما. سعيد لديه معايير خاصة لرسم لوحاته فهو يرسم المناظر الطبيعية والبورتريهات: «الشخص اللى برسمه لازم يكون وشه حلو أنا مابرسمش صور وحشة واللوحة باخد فيها من 30 إلى 40 جنيه».