أمام المقر المؤقت لمحافظة الإسكندرية فى المجلس الشعبى المحلى يقضى المعتصمون أيامهم وليالهم يهتفون ويتناقشون ويتسامرون، يعلنون أنهم لن يرحلوا إلا بعد رحيل الدكتور حسن البرنس، نائب المحافظ، الاعتصام تحول إلى ما يشبه الاحتفالية، المعتصمون ينظمون لقاءات لإلقاء الشعر والأغانى الثورية، والفلكلورية وغيرها من الأشكال التى تعينهم على الاستمرار فى الاعتصام وجذب انتباه المواطنين لمطالبهم. ويواصل شباب الحركات الثورية الاعتصام الذى بدأوه السبت الماضى، يبيتون فى خيام على رصيف المجلس المحلى، رافعين لافتات منها: «اعتصام اعتصام حتى يسقط الإخوان»، و«لا لأخونة الدولة»، و«لا للهيمنة الإخوانية على الدولة»، و«إقالة المحافظ والبرنس مطلب شعبى». يشارك فى الاعتصام أكثر من 200، ويبيت فى الخيام العشرات، وتتصاعد الأنشطة الاحتجاجية منذ الساعة السادسة مساء وحتى العاشرة؛ حيث يتزايد إقبال المارة فى الطرق. يقول عمرو خليل، مسئول «6 أبريل» بالمحافظة: إن الثوار لن يفضوا اعتصامهم حتى تحقيق المطالب وإقالة محافظ الإسكندرية المستشار عطا عباس، ونائبه الدكتور حسن البرنس، القيادى الإخوانى، واللواء خالد غرابة، مدير الأمن، بالإضافة إلى إلغاء قرار إغلاق المحلات التجارية، وتشكيل لجنة محايدة لاختيار المحافظ ونائبه من كوادر الإسكندرية. ويؤكد «خليل» أن المعتصمين يجمعون مبلغ جنيهين يومياً من كل شاب لتغطية نفقات الاعتصام، مع الاعتماد على أنفسهم فى أعمال النظافة وغيرها. ويقول وائل حسين، أحد المعتصمين: «الشباب سيصعدون من احتجاجاتهم عبر تنظيم سلاسل بشرية ومسيرات احتجاجية لدعوة المواطنين للانضمام للاعتصام لرفع عدد المشاركين فيه إلى 10 آلاف مواطن، واستمرار محاصرة مقر المحافظة لإجبار المحافظ ونائبه على الاستقالة». «محاولات تشويه اعتصامنا مستمرة».. هكذا يقول أحمد خالد، منتقداً إصدار المحافظة بيانات صحفية «كاذبة» تفيد محاولة المعتصمين اقتحام مقرها ومنع العاملين والمحافظ من القيام بمهام عملهم بالقوة، على الرغم من وجود مقاطع فيديو تؤكد أن المحاولين للاقتحام هم أهالى المندرة الذين يعانون انتشار مياه الصرف الصحى فى الشوارع، ومصابو الثورة المطالبون بصرف العلاج، وضحايا التأمين الصحى. وأضافت مروة حسين، إحدى المشاركات فى الاعتصام: «جماعة الإخوان المسلمين وحزبها الحرية والعدالة تعمدا تقسيم الوطن إلى حزب الكنبة والفلول والثوار الهمجيين، بغرض السيطرة على مفاصل الدولة عبر منهج (فرق تسد)»، مشددة على «استمرار الاعتصام حتى تحقيق الرئيس محمد مرسى لوعوده الانتخابية، والابتعاد عن أسلوب أخونة الدولة، ووضع دستور يعبر عن جميع أطياف الدولة، وتحقيق أهداف الثورة، هناك تخوف من شباب المتظاهرين، من شن الإسلاميين هجوما عليهم لفض الاعتصام بالقوة، لقمع أى مطالب تنادى بالإصلاح وتطبيق دولة القانون، وتسريب شائعات بمحاولات اقتحام المحافظة تهدف إلى تبرير أى هجوم منتظر علينا».