أعلنت الخارجية المصرية، أنها ستستضيف الملتقى الموسع لزعماء وممثلى القبائل الليبية، نهاية الشهر الحالى، فى إطار المساعى المصرية لإيجاد حل سياسى للأزمة الليبية، والتقت «الوطن» الشيخ عادل الفايدى، رئيس اللجنة التحضيرية للملتقى، الذى أكد أن المؤتمر الوطنى انسحب من الحوار ورفض ما تم التوصل إليه فى حوار الصخيرات، وأضاف «الفايدى» أن «الدعوة وُجهت لكل القبائل والأعراق فى ليبيا وسيدرسون فى لقائهم المرتقب الاتفاق على رؤية مستقبلية لثوابت بناء الدولة». وحذر «الفايدى» من أن عدم توحد الليبيين ودخول بلادهم فى الفوضى يعنى مصيراً مجهولاً يستتبع تدخلاً دولياً عسكرياً لحماية منابع النفط والمصالح، وليس من أجل عيون الليبيين. فى حال توصل الحوار فى مدينة «الصخيرات» المغربية إلى ما تطمحون إليه، ما الذى يمكن أن تقدموه لإنجاحه؟ - نعتقد أن التعديل على المسودة الأخيرة للحوار شىء مرضٍ لجميع الأطراف، ونحن ندعمه، وتحدثت مع المبعوث الأممى إلى ليبيا، برناردينو ليون، كثيراً، ونتفق فى مبادئ عديدة، أهمها أنه إذا لم تحظ مخرجات «الصخيرات» بدعم القبائل، فإنه لن يكتب لها النجاح، بالتالى نحن نود أن نضغط فى اتجاه الحلول التى يعرضها البرلمان، ليس دعماً للبرلمان فى حد ذاته وإنما تحقيقاً للشرعية، وهذه معادلة لا بد من الفصل فيها حتى لا تكون عقبة فى المستقبل. ■ هذا عن دوركم.. لكن ماذا عن دور المجتمع الدولى تجاه مخرجات الحوار الوطنى؟ - نريد ضمانات من المجتمع الدولى إذا كانت هناك مخرجات لحوار الصخيرات، والسؤال هنا من الضامن للالتزام بهذه المخرجات؟ إذا كانت القبائل هى الضامنة لنتائج الحوار على المستوى الداخلى فمن هم الضامنون لها على المستوى الخارجى؟ وهل نرتضى بهم نحن كضامنين؟ وهذه نقطة جوهرية، نحن لا نريد أشخاصاً يقولون نحن ضامنون له، نعم هناك الأممالمتحدة ونحن نحترم قراراتها ولكننا نريد ضمانات من الاتحاد الأوروبى، أو الولاياتالمتحدة، والجميع يعرفون من يدعم الإرهاب فى ليبيا، ونريد من المجتمع الدولى أن يضغط على هذه الدول، ولا بد من تطبيق المخرجات التى خرج بها وزراء خارجية دول الجوار خلال ملتقاهم الأول فى مصر، وأهم بنوده للقضاء على منابع الإرهاب فى ليبيا وتجفيفها وحتى الآن لم يتم هذا الأمر. ■ كيف جرى التنسيق بينكم وبين الخارجية المصرية؟ - فى أكتوبر الماضى كان اللقاء الأول لزعماء القبائل الليبية وبدأنا العمل لاستيعاب هذه الأزمة، خاصة ونحن نمر الآن أو على مشارف أزمة حقيقية، لن تكون ليبيا ضحيتها بل ستطال دول الجوار والاتحاد الأوروبى. والخارجية المصرية رعت الملتقى الأول وكان يرعاه مركز القاهرة للتدريب على تسوية المنازعات وحفظ السلام فى أفريقيا، وهو مركز تابع لها وتشرف عليه، وكان هناك بيان ختامى فى الملتقى الأول، حضره 58 شخصاً، وكان هناك تفاعل على المستويين الداخلى والخارجى، والتقينا بعدد من السفراء وسفراء الدول الكبرى مثل سفير بريطانيا لدى ليبيا والتقينا معه هنا فى القاهرة، وكذلك الأمين العام للجامعة العربية، والسفير الروسى والعديد من الشخصيات المهمة حول الرؤية المستقبلية للدولة الليبية، وإمكانيات الدعم الفعلية لحل الأزمة، ونحن نجمع كل تلك الرؤى ونقيّم مدى جدية هذه الدول فى نوع المساعدات التى تقدمها أو مدى تعاطيها مع الأزمة، ما إذا كانت أدت إلى استقرار ونجاحات أو أدت إلى ازدياد التدهور للأوضاع فى ليبيا.