قال الدكتور محمد أبوسمرة، رئيس تيار الاستقلال الفلسطينى، إن هناك جهوداً فلسطينية حثيثة يتم بذلها برعاية مصرية ومشاركة قطرية، من أجل التوصل إلى اتفاق هدنة مع سلطات الاحتلال الإسرائيلى، تتيح تبادل الأسرى، ووقف العدوان المتواصل على قطاع غزة للشهر السابع على التوالى. ما تعليقك على الجهود الفلسطينية من أجل الوصول إلى هدنة فى قطاع غزة؟ - هناك جهود فلسطينية حثيثة يتم بذلها برعاية مصرية ومشاركة قطرية من أجل التوصل إلى اتفاق هدنة مع سلطات الاحتلال الإسرائيلى تتيح تبادل الأسرى والمحتجزين بين الجانبين، ووقف العدوان المتواصل لجيش الاحتلال الإسرائيلى على قطاع غزة للشهر السابع على التوالى منذ السابع من أكتوبر الماضى. ما مدى أهمية دور منظمة التحرير الفلسطينية فى هذه المفاوضات؟ - على الرغم من أن منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية الفلسطينية ليست طرفاً مباشراً فى المفاوضات الجارية، إلا أنها تدعم كافة الجهود للتوصل إلى وقف العدوان ووقف إطلاق النار، وتمارس دورها واتصالاتها مع الشقيقة الكبرى مصر وكافة الأطراف الفاعلة والمؤثرة عربياً وإقليمياً ودولياً لوقف العدوان المتواصل ضد شعبنا فى قطاع غزة. ما تأثير التدخلات الخارجية على القضية الفلسطينية عموماً، وعلى جهود الهدنة خصوصاً؟ - القضية الفلسطينية ليست قضية محلية أو إقليمية، بل هى قضية عالمية، كما أنها تؤثر فى كافة مفاصل السياسة الإقليمية والعالمية، ويمكن اعتبارها مفتاح الاستقرار والسلام فى المنطقة وفى العالم، ولذلك نجد أن كثيراً من الأطراف العربية والإقليمية والعالمية تسعى للاقتراب منها والتعاطى معها، ومحاولة أن تكون طرفاً فاعلاً بالتماس مع الحالة والقضية الفلسطينية، ولا نُخفى أن هناك من يسعى لاستثمار الورقة الفلسطينية من أجل خدمة مصالحه وأجنداته الخاصة، ولكن، وبالتماس الإيجابى معها، يمكن لكثير من الأطراف والقوى أن تنهض، وكل من يحاول استثمارها لصالحه أو يقف موقف المتفرج على مأساتها ونكبتها ويخذلها سيكون، دون شك، هو الخاسر الأكبر. ما تعليقك على الدور المصرى فى المفاوضات الجارية لوقف إطلاق النار فى غزة؟ - الدور المصرى فى دعم ومساندة ومؤازرة القضية الفلسطينية والشعب الفلسطينى، وكذلك فى إدارة ملف مفاوضات الهدنة، ومساعيه لأجل وقف العدوان ووقف إطلاق النار فى قطاع غزة، هو دور بطولى بكل معنى الكلمة. ومصر، رئاسة وحكومة وأجهزة سيادية وشعباً، تقف إلى جانب شعبنا الفلسطينى فى مواجهة العدوان، ومحو آثار العدوان، بكل فروسية وشهامة وأصالة وبطولة. «القاهرة» تصدّت لجميع محاولات تصفية القضية وتهجير الفلسطينيين وتسجل موقفاً للتاريخ، أنها تصدّت لكافة محاولات تصفية القضية الفلسطينية، ولكافة محاولات تهجير الشعب الفلسطينى خارج أراضيه، وتقود الدبلوماسية العربية لنُصرة الشعب الفلسطينى المظلوم، لاستعادة حقوقه التاريخية والشرعية المسلوبة، وتدعم بكل قوة حقه فى إقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس. ماذا عن تعنُّت الجانب الإسرائيلى؟ - هذا ليس بجديد على الاحتلال، ولكن من المهم الإشارة إلى أن الحكومة الإسرائيلية الحالية هى أكثر حكومات العدو تطرفاً وعدوانية وإجراماً، ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو مجرم حرب، وقاتل متوحش، ويجب محاكمته فى محكمة الجنايات الدولية على كافة الجرائم التى ارتكبها ضد شعبنا الفلسطينى طيلة سنوات حكمه. برأيك كيف ينتهى العدوان الإسرائيلى على غزة؟ - شعبنا الفلسطينى فى قطاع غزة المحاصر المنكوب يتعرض لحرب إبادة بكل معنى الكلمة، وعمليات تطهير عرقى منهجية ومنظمة للشهر السابع على التوالى، وقد زاد عدد الشهداء والجرحى والمفقودين والأسرى إلى أكثر من ربع مليون فلسطينى، فضلاً عن تدمير أكثر من 80% من مبانى القطاع، وتهجير ونزوح قرابة مليونى فلسطينى من أماكن سكنهم، وسرقة جيش العدو ما يزيد على مليار دولار من أموال ومدخرات ومقتنيات أهلنا فى القطاع، بالتوازى مع تنفيذ عمليات الإعدام الميدانية بدم بارد فى البيوت والشوارع والمدارس والساحات، مع الاستمرار فى الحصار والتجويع، فى محاولة لإرغام الشعب الفلسطينى على الهجرة والنزوح، وجعل قطاع غزة غير صالح للحياة، وهو ما يستدعى من العالم أجمع، ومن الضمير الإنسانى، التوقف أمامه، والتحرك سريعاً وعاجلاً لوقف العدوان. محاكمة قادة العدو يجب محاكمة جميع قادة العدو، وأعضاء حكومته وجنرالاته على الجرائم التى ارتكبوها ضد شعبنا الفلسطينى المظلوم والمنكوب، وعلى العالم أجمع أن يدرك أن هذه الحكومة والكيان برمته هما حكومة وكيان خارجان عن القانون، ولا بد من محاكمتهما فى محكمة العدل الدولية ومحكمة الجنايات الدولية على كافة الجرائم التى تم ارتكا بها ضد الشعب الفلسطينى.