فى لمح البصر تبدلت حياة أسرة المهندس الزراعى «جرجس سعد» من حال إلى حال، فحينما نطق الأنبا باخوميوس «قائم مقام البطريرك» اسم ابنهم «بيشوى» ليكون «طفل السماء» الذى اختار الأنبا تواضروس ك«بابا للإسكندرية والكرازة المرقسية رقم 118» وخليفة البابا شنودة، باتت الأسرة الآن فى عداد «المشاهير»، فرنين الهاتف المحمول للأب والأم لم ينقطع أو يتوقف طوال 48 ساعة منذ قداس الأحد سواء للتهنئة أو لطلب مقابلة إعلامية مع «الطفل المبروك»، وتحولت منطقة ترعة السواحل بالوراق لمزار للأهالى والمحبين. «الوطن» عايشت اليوم الأول ل«بيشوى جرجس سعد»، طفل القرعة الهيكلية صاحب ال6 سنوات و7 أشهر، بعد اختياره البابا تواضروس الثانى، اليوم الذى بدأ مبكراً فى الثامنة من صباح الاثنين بانطلاق الأسرة نحو مدينة الإنتاج الإعلامى لتصوير مقابلة إعلامية، عائلة المهندس «جرجس سعد» تضم بالإضافة ل«بيشوى»، شقيقته «ريجوى»، البالغة من العمر 3 سنوات، وشقيقه الرضيع «بافلى»، صاحب ال3 شهور، الأب يتحدث عن أنه حتى هذه اللحظة لا يصدق أن ابنه هو الذى اختار «البابا الجديد»، واصفاً زيارة الأسرة مساء الأحد لدير الأنبا بيشوى لمقابلة «البابا تواضروس الثانى» ب«الحلم»، موضحاً أن البابا أهدى ابنه «شيكولاته وحلوى» ووعده باستقباله مجدداً فى القريب العاجل. الأب وسط ابتسامته التى لم تنقطع طوال اليوم، لكن علامات القلق لم تغادر وجهه، خوفاً على ابنه، قائلاً: «مش هقدر أنكر إنى فرحان.. بس الولد عنده مدرسة وامتحانات ولازم يذاكر»، ف«بيشوى» ظل لمدة 72 ساعة متواصلة منشغلاً ب«الإعلام»، قبل أن يعود ويتمنى أن تستفيد الأسرة من «بركة القرعة» مستقبلاً فى الحياة. المحطة التالية للأسرة، كانت العودة لكنيسة «مارمينا الوراق»، التى يعمل بها بيشوى خادماً، الطفل الذى انطلق مسرعاً نحو «غرفة الألعاب الإلكترونية» بالكنيسة هاربا من عدسات «الإعلام» وتساؤلات «الصحافة»، منهمكاً فى اللهو مع أصدقائه، قبل أن يتحدث ل«الوطن» عن يومه الأول بعد القرعة قائلاً: «روحت بعد الكنيسة عشان أزور البابا تواضروس مع بابا وماما وأخواتى»، واصفاً «البابا 118» بأنه «طيب وقلت له عايزك تبقى زى البابا شنودة بالضبط» فيما كان رد البابا عليه بحسب بيشوى «هو قالى أنا بحبك با بيشوى». طموح «الطفل المبروك» لم يتوقف على تلك المحطة، فبيشوى بحسب تعبيره لخّص هدفه المستقبلى فى أن يصبح «ضابط شرطة»، والسبب «عشان عايز أقبض على المجرمين.. ونعيش كويس بقى»، مضيفاً: «أنا موجود فى الكنيسة كل أسبوع عشان أصلى لربنا وأقوله إنى بحبه عشان أنا اللى اخترت البابا الجديد»، قبل أن تلتقط الأم المحاسبة «مارى عادل» أطراف الحديث قائلة: «اختيار ربنا لبيشوى بمثابة ابتسامة السماء لنا».