سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
البابا: دستور الدولة الدينية مرفوض.. والكنيسة لن تبتعد عن السياسة والثورة كسرت حاجز الخوف الأقباط مهمشون منذ نهاية الملكية.. وأتمنى أن يقود «مرسى» نهضة حقيقية وليست «ورقية»
قال البابا تواضروس الثانى، البطريرك 118 للكنيسة الأرثوذكسية، فى أول تصريحاته، أمس، إن الدستور الذى يلمح لفرض دولة دينية فى مصر مرفوض تماماً، وإن الكنيسة لن تبتعد عن السياسة فى عهده، وأكد أن تهميش الأقباط فى مصر يحدث منذ انتهاء عصر الملكية، وأن ثورة يناير منحت الأقباط فرصة الاندماج المجتمعى، وأنه لن يعين مستشاراً سياسياً، نافياً اختيار نائب للبابا، وقال إنها فكرة غير مطروحة داخل الكنيسة. وأوضح، خلال لقائه عدداً من الصحفيين بالمقر البابوى بدير الأنبا بيشوى بوادى النطرون، أنه سيستعين بخبرة الأنبا باخوميوس، قائمقام البطريرك، فى إدارة الكنيسة، ولكن ليس بتوليته أى منصب ولكن عبر المشورة والنصيحة التى يقدمها إليه؛ لأن الأنبا باخوميوس لا يحب المناصب، حسب قوله. وأكد أنه امتداد للبابا كيرلس السادس والبابا شنودة الثالث، كما أكد اعتزازه بالرئيس محمد مرسى، وقال إنه رئيس منتخب ديمقراطياً لكل المصريين، ولا يزال فى شهوره الأولى فى الحكم، وآمل أن يقود مصر لنهضة حقيقية وليست ورقية. ونفى ابتعاد الكنيسة عن السياسة تحت رعايته، مؤكداً أن الكنيسة مؤسسة روحية، لكنها موجودة بالمجتمع، ولها دور اجتماعى مبنى على المواطنة، وأنه سيوجد بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية قبل يوم تنصيبه رسمياً على الكرسى البابوى، مشيراً إلى أنه سيعمل على تعديل لائحة انتخاب البطريرك الصادرة عام 1957 خلال عام، كما سيشكل لجاناً لدراسة التعديلات التى سيجرى إدخالها عليها، رافضاً فكرة إلغاء القرعة الهيكلية التى أتت به للكرسى البابوى، ووصفها بأنها فكرة رائعة؛ لأنها تجعل انتخابات البابا خطوة بيد البشر والقرعة تجعل المنصب بيد الله، وقال إن فكرة اختيار نائب للبابا غير مطروحة؛ لأن الكنيسة مؤسسة روحية مجمعية يقودها المجمع المقدس. وأوضح البابا أن علاقة محبة وصداقة تجمعه والآباء الذين ترشحوا على المنصب البابوى، وألمح لإمكانية الاستعانة بهم، لافتاً إلى أنه سيعمل على إعادة ترتيب البيت الكنسى من الداخل. وقال تواضروس إن ثورة 25 يناير كسرت حاجز الخوف وأطلقت حاجز الحرية للشباب القبطى، وجعلتهم يتظاهرون أمام مجلس الوزراء والبرلمان، بدلاً من التظاهر داخل الكنيسة. وحول مطالب تعديل لائحة 1938 الخاصة بالأحوال الشخصية، أكد تمسكه بمبدأ «لا طلاق إلا لعلة الزنا»، وإن قال إنه سيثير موضوع قانون الأحوال الشخصية الذى قدمته الكنيسة للحكومة وما زال فى أدراج وزارة العدل منذ 35 عاماً ولم يتم طرحه على مجلس الشعب. ورفض التحدث عن مشاكل الأقباط وقال إنها واضحة للجميع «من غير ما يقولها»، مضيفاً: إن الدستور الذى يلمح إلى إقامة دولة دينية مرفوض، وحول مادة الشريعة الإسلامية بالدستور قال إنه يتفق على بقائها كما هى وأن وضعها بالدستور كان من قبل الرئيس السادات لكسب تعاطف الإسلاميين، وانتقد عدم خروج قانون دور العبادة للنور ووجود مشاكل على بناء كنيسة. مضيفاً: إن تهجير الأقباط من قراهم يجعل صورة مصر سيئة أمام العالم، وشىء بغيض يضر بالسياحة والاقتصاد والدستور. وفى نهاية تصريحاته وجه البابا تواضروس كلمة للشعب المصرى قال فيها إن قلب البابا سيتسع للشعب المصرى كأب لجميع المصريين، مشيراً إلى أن الشعب المصرى وللمرة الأولى منذ عشرات السنوات يمر بهذه التجربة الفريدة فى اختيار البطريرك كفرصة للتعلم.