«هو إحنا مش هنفرح بيك».. لأ مش هتفرحى بيا.. «ليه»؟.. من الآخر عندى شروط معينة.. يعنى إيه شروط؟.. لأ مش شروط، أقدر أقول لك مواصفات.. طيب نقدر نعرفها؟ طبعاً، بصراحة أنا حاسس أن أكتر واحدة ممكن تفهمنى هتكون طبيبة، وبصراحة أكتر تكون طبيبة صيدلانية وماتسألنيش ليه.. كده بقى أقدر أقول لك شكلك كده مش هتتجوز. هذا الحوار دار بينى وبين أختى وزميلتى العزيزة وفاء بكرى، الصحفية المتميزة بجريدة «المصرى اليوم»، وفى اليوم التالى فوجئت ب«وفاء»، وهى تقول «يا سيدى طلبك موجود، طبيبة صيدلانية فى السنة الخامسة بكلية الصيدلة جامعة القاهرة»، وكانت إجابتى «وأنا جاهز، لو ماعندهمش مانع أتعرف عليهم»، وبالمصادفة كانت «وفاء» تحكى لشقيقتها «زينب» رحمها الله، وكان زوج شقيقتها الأستاذ أشرف صالح له بنت أخيه، حماى عادل صالح فى نهائى صيدلة، وقامت «وفاء» بنقل رغبتى إلى عم «الدكتورة رنا» زوجتى، وعرض الرجل الأمر على شقيقه الأكبر بعد أن سأل عنى، وقال له عندى عريس ل«رنا»، رجل محترم. فأجابه عمى العزيز عادل صالح: «بصراحة البنت مش هتوافق، لأنها رافضة تشوف أى عريس قبل ما تخلص شهادتها، وجالها عرسان كتير بس هى رافضة المبدأ»، فاتفق الطرفان على ترتيب جلسة خاصة للتعارف فى نادى النصر، بحضور زوجتى وعمها وأنا، واتفقوا على أن يبلغوا «من أصبحت زوجتى» أن عمها يدرس إنشاء مشروع صيدلية وأنا الشريك، ويجب أن تكون موجودة بحكم علمها وخبرتها بالمهنة، لأن عمها لا يعلم أى شىء عن الصيدلة، وحضرت أنا فى الموعد المحدّد على أنى طبعاً عريس مش صيدلى، وجلست مع الاثنين، وبدأت الحديث عن حياتى ومستقبلى ودخلى الشهرى والشقة وكل حاجة، عريس بقى!! وفى المقابل، وجدت جفافاً وجفاءً وصمتاً من قبَل الدكتورة ومحاولة لتهيئة الموقف من عمها حتى شعرت بالإحراج، وبأننى مرفوض جداً، وانصرفت وأنا غاضب جداً، وفى اليوم التالى قابلت «وفاء» وتحدثت معها بغضب، وقلت لها «شكراً يا وفاء، العروسة دى لو آخر عروسة فى الدنيا مش هتجوز»، وطلبت منى الهدوء، وأبلغتنى بالقصة، وتبدّل الحال من غضب شديد إلى «كريزة» ضحك، وقلت ل«وفاء»: «ماشى مفيش مشكلة، أنا ممكن أقعد تانى بس يعرفوا إنى عريس بقى»، قالت «هى عرفت طبعاً»، وجلسنا مرة أخرى وأراد الله التوفيق. وبعد الزواج حصلت زوجتى على درجة صيدلانية بامتياز مع مرتبة الشرف، وحضّرت نفسها لاستكمال دراستها وتحضير الماجستير والدكتوراه، وأثناء التمهيدى أكرمنا الله بالمولودة الأولى «سيلين»، وتعطّلت زوجتى عن مستقبلها، وفى الوقت ذاته حصلنا على التكليف والعمل فى الهيئة العامة للرقابة على الأدوية، وحصلت على إجازة لتربية ابنتنا «سيلين»، ثم جهّزت نفسها للعودة إلى عملها واستكمال الماستر الدراسى، لكن المفاجأة أنها حملت فى ابنتنا الثانية «ليلى»، وجاءت «ليلى» وكبرت «سيلين» وأصبح وقت زوجتى يكاد يكفى بناتى، وجدّدت إجازتها من العمل، وكذلك دراستها، فهى التى ضُرب بها المثل فى الانضباط طوال فترة التعليم والدراسة، والتى اشترطت علىّ أن أوافق على عملها بعد الزواج. الدكتورة «رنا»، زوجتى العزيزة أصبحت أمام أسرة صغيرة، ضحّت بمستقبلها العلمى من أجل الأسرة، فضلاً عن هموم المنزل ونظافته ونظامها الذى أراه صارماً فى المنزل والمطبخ وقناة «CBC سفرة»، التى أجد كل الأطباق المميّزة فيها على مائدة منزلى، وقبل أن أوجه الشكر إلى زوجتى التى وهبت حياتها لى أنا وبناتى الحلوين «سيلين وليلى»، أفخر بتربية عمى عادل صالح لها، ولأختيها «دينا ومنة» و«ماما ماجى» كلمة السر فى الأسرة المميّزة التى تشرفت بالانضمام إليها أخاً لأسرة لم أرَ منها إلا كل خير، وكل ما أتمناه أن أرى بناتى «سيلين وليلى» مثل زوجتى «عنوان» التضحية والعطاء «رنا».