نهائى دورى رابطة الأندية الأفريقية بين الأهلى والترجى التونسى، يختلف عن أى مباراة نهائية فى العالم؛ لأنه يضم الأهلى الذى لم يمارس نشاطاً محلياً منذ أكثر من تسعة أشهر، ومع ذلك وصل وتحدى كل الصعاب وبات على مقربة من تحقيق الإعجاز والحلم اليابانى الأهم فى مشوار جيل قارب على الانتهاء. أما الترجى حامل اللقب فى النسخة الماضية والمرشح الأكبر من كل خبراء الكرة الأفريقية والعربية لتفوقه فى عوامل تخص شأن الكرة منها التواصل والاستمرار فى النشاط المحلى وهو محتفظ به للمرة الثانية على التوالى. الأهلى بصفته صاحب الأرض والملعب والجمهور يلعب على التغيير فى الأسلوب الذى انتهجه حسام البدرى منذ أن تولى (4-2-3-1) مما أضفى عامل الجماعية على الفريق وخاصة فى النواحى الهجومية وهو الأقوى على مستوى القارة بفضل الزيادة القصوى لمجموعة اللاعبين فى الخط الأمامى المتمثلة فى خمسة لاعبين هم: حسام غالى من الخلف ومحمد أبوتريكة ووليد سليمان وعبدالله السعيد وأكثرهم إجادة حالياً محمد ناجى جدو. مكمن خطورة النادى الأهلى فى الجماعية والتمرير والاستحواذ والعمل بشكل مستمر فى عملية تبادل المراكز بين الرباعى الأمامى بجانب الجبهة اليسرى وهى الأكثر نشاطاً خاصة مع الثلاثى أحمد شديد قناوى وجدو أو وليد سيلمان ومع اعتماد الأهلى على جدو كرأس حربة، فإنه سيكون أكثر خطورة للاعبى الأطراف وصناع اللعب بجانب أن الأهلى يمتلك صناع لعب على مستوى عال من التحكم فى إيقاع المباراة كيفما أرادوا مع ميزة مطلوبة اليوم وهى تنظيم عملية المعدل البدنى الذى يفقده لاعبو الأهلى فى الشوط الثانى لقلة المباريات الرسمية وهم قادرون على هذا. الضربات الثابتة المتمثلة فى عبدالله السعيد وتريكة وبشكل قوى تمثل إحدى أهم مزايا الخطورة للأهلى بجانب اللعب على العمق الدفاعى والجبهة اليسرى للترجى والضغط من البداية وإحراز هدف مبكر من الممكن أن يربك حسابات كتيبة الترجى التكتيكية. نقاط الضعف فى الأهلى والتى لا بد من تأمينها من الوسط بداية من حسام غالى وحسام عاشور تتمثل فى تنفيذ العمق الدفاعى لتأمين وائل جمعة ومحمد نجيب ضد الاختراق من العمق بجانب التركيز فى مواجهة أخطر نقاط الضعف فى الفريق الأحمر وهى الكرات العالية العرضية والضربات الثابتة أو المتحركة وتحديدا من الجبهة اليسرى وهى نقطة قوة الترجى وضعف الأهلى فى معظم الأهداف التى دخلت مرماه ولذلك يجب التشديد على عدم ارتكاب الأخطاء فى مناطق الخطورة مع عودة جدو لمراقبة محمد بن منصور مدافع الترجى حتى لا تهتز شباك الأهلى. الترجى من أكثر الأندية الأفريقية والعربية تكتيكياً فى خطى الدفاع والوسط ويلعب دائماً على «المضمون» دون فلسفة أو «تعقيد» ويتميز الدفاع التونسى فى الكرات العالية داخل منطقة ال 18 مع الاعتماد على التأمين الإضافى من لاعبى الوسط وعلى الرغم من ذلك فإن قلبى الدفاع محمد بن منصور ووليد الهشرى من السهل اختراقهما نتيجة البطء فى التغطية. والترجى فنياً تحت قيادة نبيل معلول يلعب بعدة طرق الأولى خارجيا هى (4-3-1-1-1) والثانية داخل ملعبه (4-4-1-1) وأتوقع أن يعتمد معلول اليوم على الطريقة الثانية.. بوجود رباعى دفاعى أمامهم ثلاثى القوة والتأمين وصناعة اللعب المتمثلة فى «الراقد» فى دائرة المنتصف ودوره دفاعى بحت ويلعب «المولهى» أمامه لمساعدته على الربط بين خطوط الفريق وهو صاحب مجهود جبار ووافر وثالثهم كريم العواضى صاحب «الزيادة الدائمة» والاختراقات خلف المدافعين مع الدور الدفاعى والثلاثى هم مكمن قوة الفريق فى كل تحركاتهم إضافة إلى طرفى الملعب هاريسون أفول الظهير الأيمن وهو أخطر لاعبى الترجى ولابد من الضغط عليه لمنعه من الوصول للمنطقة الخطرة فيما سيكون بديل المساكنى من بين العيارى أو بوعزى. ويعد الترجى من أخطر الفرق فى الضربات الثابتة وأهدافه معظمها من المناطق الخطرة على الأطراف وتحديداً من خلال قلبى الدفاع بن منصور والهشرى فيما تظهر نقطة ضعف الترجى فى الخطين الأخير والوسط ويتميز الفريق بعملية استهلاك شرعى للوقت بما له من عناصر قادرة على ذلك فى الوسط. وأخيراً فإن دكة البدلاء تصب فى مصلحة الأهلى ومن السهل استخدامها حسب مجريات اللقاء مع وجود أكثر من عنصر هجومى فيما قد يستخدم معلول ورقة الجزائرى يوسف لبلالى ولكن فى اعتقادى أنها ورقة سيلعب بها فى الشوط الثانى فقط.