فرحة أعياد الربيع واحدة، والتجهيز لها واحد ما بين تلوين البيض وتحضير الوجبات الرئيسية من الفسيخ والرنجة، لكن طرق الاحتفال بها تختلف كل على حسب طريقته، سيدات الطبقات الراقية لديهن طرقهن الخاصة فى الاحتفال به، بعضهن يفضلن السفر خارج البلاد للتمتع بنسائم الربيع وبهجته، والبعض الآخر يقمن بعمل احتفالات عائلية داخل الفنادق الشهيرة ليتسم اليوم بطقس خاص يختلف عن باقى الأيام. السفر إلى الخارج هو طريقة منى الجميعى المفضلة للاحتفال به، تحكى عن زياراتها لبلدان تحتفل بقدوم الربيع، مع أبنائها المقيمين فى كندا، تقول: «احتفال مدريد بقدوم الربيع مبهج، حيث تملأ الشوارع بالورود فى أجواء احتفالية جميلة»، تقول إنها تفضل الذهاب مع ابنها إلى الأماكن السياحية أو الترفيهية، التى ترتفع فيها أسعار تذاكر الدخول، كما تقضى بعض الوقت على البحر هناك خاصة مع تحسن المناخ، وفى حال بقائها فى مصر، تذهب الجميعى مع أصدقائها المقربين إلى أحد الفنادق التى تشتهر بتقديم أجواء احتفالية بشم النسيم. فيما تحرص جَنين شاكر، من سكان حى الزمالك، على أن يكون الاحتفال فى جو عائلى خالص، حيث يتجمع أفراد الأسرة جميعهم فى أحد الفنادق الشهيرة قبله بيوم، وتفضل أن تحضر هى الألوان الطبيعية «المفرقعة» كما وصفتها، والبيض المسلوق وفى الساعات الأولى من اليوم يتجمع أطفال العائلة جميعهم حولها لتلوين البيض فى حديقة الفندق، وحتى الكبار منهم حيث تحرص على الاحتفاظ بملامح الأجواء الخاصة بهذا اليوم. تتذكر إيمان الطربوشى، من سكان مدينة المنصورة، أنها كانت تذهب مع أسرتها إلى الفيلا الخاصة بهم فى «جمصة»، أقرب مصيف للمنصورة، حيث تتجمع العائلة كلها فى صباح «شم النسيم»، فيجتمع الصغار لتلوين البيض قبل تناول الإفطار من الفطير والجبن والحمص والترمس والملانة، «كانت زى حفلة كبيرة بيتجمع فيها العائلة.. كنا بنستنى الفرصة دى كل سنة»، العجل والألعاب المختلفة التى تجمع الكبير والصغير والغناء والسمر المستمرة حتى الساعات الأخيرة من اليوم. وكانت كل أسرة تأتى بنوع الطعام الذى تشتهر به، وتفرد مائدة طويلة تزدحم بالأطباق والأصناف المختلفة من الأطعمة الشهية، فيتجمع عليها أفراد العائلة كلها، وتقول الطربوشى، إنه كانت توجد مائدة صغيرة توضع عليها أكلات شم النسيم من الفسيخ والرنجة والبصل، وفى وسط النهار تذهب إيمان مع بعض من عائلتها للتنزه فى الباخرة ب«رأس البر» . تحاول الطربوشى، مع اختلاف شكل اليوم أن تصنع بهجة الربيع بطريقتها الخاصة، فتجمع أحفادها لتلوين البيض بالألوان الطبيعية التى تحرص على شرائها من أماكن مخصصة لها حتى تضمن لأحفادها طعاماً صحياً، ورسم أشكال مختلفة للاحتفاظ بها، ثم تحضر لهم الإفطار الشهى من الفطير والعسل فى حديقة المنزل الصغيرة للاستمتاع بالربيع والجو المنعش، وتشجعهم على تناول الحمص والملانة والترمس وتعرفهم فوائدها. تروى فاطمة فايد، رئيس نادى «إنيرويل» فرع شرم الشيخ، أنها اعتادت تجميع أبنائها فى صغرهم لتلوين البيض وتحكى لهم أصل الاحتفال ب«شم النسيم» أنه فرعونى قديم حيث يحتفلون بقدوم الربيع، وكان من المعتاد أن تتفق العائلة على المكان والمنزل الذى يتجمعون فيه، وفى الغداء تفرش المائدة بأطباق الفسيخ والرنجة والبصل والملوحة والخس. فيما تفضل ريم خلف، من سكان «سبورتنج» بالإسكندرية، السفر للخارج منذ 3 سنوات، وهى عادة تتبعها قبل ثلاث سنوات فى كل عام تذهب إلى بلدة مختلفة تكتسب فيها ثقافة البلدان المختلفة فى احتفالات شم النسيم. فيما تحرص سمية على الاحتفال مع أحفادها فى يوم شم النسيم، فى حديقة المزرعة الخاصة بها على الطريق الصحراوى، وفى أجواء تنافسية يبدأ أحفادها فى تلوين البيض، وهى تحضر لهم الجوائز لأفضل بيضة ملونة، ثم على عربة «كارو» تفرش بالبرسيم يوضع البيض الملون، وبجانبه الملانة والخس والفسيخ والرنجة، ليصبح شم النسيم بالنسبة لهم خضرة ولمة عائلية ومسابقات طريفة.