يرى النقاد أن فيلم "أطلس السحاب" للمخرج الألماني توم تيكوير، هو أجرأ وأكثر الأفلام الممتعة التى عرضت هذا العام، متفوقا على جميع الأفلام التى غزت الأسواق في العام 2012. وشارك الفيلم في مهرجان تورونتو السينمائى، وبلغت كلفته حوالى مائة مليون دولار، وجمع نخبة من أبرز نجوم هوليود، ووظف فيه المخرج توم تيكوير جرأة أكثر من أي وقت مضى في عالم السينما. وتجلت براعة تيكوير في استخدام خبرته الفنية في خلق صراعات درامية تمزج بين الخيال والواقع، كما صورتها رواية دافيد ميتشل المقتبس منها سيناريو الفيلم وتحمل العنوان نفسه، والتى نجح تيكوير في الحفاظ على نفس سياقها الأصلي. وعندما تلقت قصة الفيلم الحكم بشكل سريع من نقاد السينما بأنها غير صالحة لأن تكون فيلما، اعترف توم تيكوير في بادئ الأمر أن الفيلم يمثل تحديا له، مشيرا إلى "أن تحويل القصة إلى فيلم كان أمر غير سهل." كانت فكرة إعطاء أبطال الفيلم أدوارا مختلفة داخل الفيلم الواحد، هو ما حفز روح التحدى في فريق الإخراج لأن يتولى المهمة، وإعطاء الممثل في كل قصة من قصص الفيلم الست التى تدور في ستة أزمنة مختلفة من القرن التاسع عشر، دورا جديدا مختلفا. وفى ذلك نرى على سبيل المثال الممثل توم هانكس يجسد مرة شخصية طبيب غارق في الإجرام، ثم يصبح بعدها في قصة أخرى كاتبا ينتمي إلى العصابات الايرلندية، ومرة أخرى مروجا للأفكار المبشرة بفناء العالم. كان الفيلم بالنسبة لبطله توم هانكس يمثل أيضا تحديا كبيرا، خاصة أنه عمل إلى جانب زملاء له لم يشاركهم من قبل فى أي عمل سينمائي آخر، ولكنه يقول إنه رغم ذلك كان العمل فى الفيلم ممتعا، خاصة وأن تصويره "تم في مدينة تعرف كيف تصنع الأفلام"، في إشارة إلى برلين واستوديو بابلسبيرج في بوتسدام، حيث تم فيهما، إلى جانب اسكتلندا ومايوركا- إنتاج الجزء الأكبر من الفيلم.