عاشت أسرة شهيد أحداث تفجيرات سيناء الاخيرة النقيب محمود الدسوقي صلاح الدين (26 سنة) مأساة فراق نجلهم الأكبر، على أيدي الجماعات الإرهابية والتكفيرية فجر الخميس الماضي في منطقة الشيخ زويد في سيناء. وانتقلت "الوطن"، إلى منزل عائلة الشهيد بمنطقة أبو الحسن، في مدينة المحلة، للقاء والديه وزوجته وشقيقته الكبرى شيماء، اكتست جدران المنزل بالحزن، وعلقت عليه صور الشهيد، وسط بكاء والدته وزوجته وشقيقته. وقال والد الشهيد، "موظف بمجلس المدينة" واضعًا يده فوق رأسه أمام الباب، "ربنا يرحمك يا بني يا محمود يا شفيعنا يوم القيامة كنت خدتنا معاك يابني كلنا فداك بأرواحنا وربنا يسكنك فسيح جناته". وأعرب والد الشهيد عن استياء، وغضبه الشديدين جراء استمرار العمليات الإرهابية في أراضي سيناء، واغتيالهم شباب وخير مصر على حد قوله مستشهدًا بدعائه، وهو يرفع يده إلى الله ويقوله "ربي لا أسألك رد القضاء لكني أسألك اللطف فيه دومًا"، مشيرًا إلى أنه تزوج منذ شهرين، وزوجته "حامل"، ولم يكن يعلم بذلك منذ سفره في أخر إجازة. وكانت والدته في جنازته العسكرية تردد "أبني لسه عريس ما بقالوش شهرين، حسبي الله ونعم الوكيل في الظلمه يارب خلصنا من العالم دول، ورجعلي ابني"، مشيرة وهي ترفع يدها إلى الله وتدعو "يارب اغفر لابني واجعله في جنه الفردوس ده ابني الوحيد حته مني يارب صبرني". وحضر الجنازة عدد من زملاء كتيبة الشهيد العسكرية، وأخذوا يواسون والدته قائلين "نحن أولادك يا أمي وفداكي وفدي رجليكي ومحمود أخونا حقه مش هيضيع وربنا هيقدرنا ونثأر ليه في كل وقت اطمني". واستقلت زوجه الشهيد، برفقه والدتها إحدى سيارات الشرطة العسكرية، وهي في حالة انهيار كامل وغيبوبة متكررة عقب عودتها من تشييع مراسم الجنازة العسكرية ظهر الجمعة الماضي حال توجهها إلى المنزل، وأخذ أشقائها يحملونها حتى أبواب منزل عائلة الشهيد الكائن بذات المنطقة المذكورة. وقال مصطفى رشاد نجل عم الشهيد، إن أفراد العائلة، علموا جميعًا في بادئ الأمر بإصابة "محمود " بكسر في الجمجمة، وكدمات جراء تفجير نقطة التفتيش الأمنية بمنطقة الشيخ زويد في سيناء، لافتًا إلى أن خبر وفاته لم يعلم به أي فرد من العائلة وخصوصًا والديه ألا بعدما تجمع الشباب من زملائه أمام المنزل لعدة ساعات، وهم يبكون وسط حالة من الألم والحسرة على فراقه المفاجئ. وأضاف رشاد، أن الشهيد كان اجتماعي يحب الخير لكل الناس، ويشارك الجميع في أوقات الفرح والحزن، متمنيًا له دوام الرحمة والمغفرة وأن يلهم زوجته وأفراد العيلة بأكملها الصبر والسلوان. وقال أحمد الشبراوي، أحد زملاء الشهيد طوال المرحلة الدراسية، "ربنا يرحمك يا صاحبي بجد هتوحشنا، وزي ما زفناك يوم فرحك زفناك في جنازتك يا شهيد يا مشرفنا" لافتًا إلى أنه هاتفه قبل وفاته بعدة ساعات ليخبره أنه بصدد العودة خلال 10 أيام. وأكد على الصم، جار الشهيد ضرورة وضع الدولة والحكومة سياسة عاجلة لإحجام العمليات الإرهابية المتكررة، والتي تبطش بأبناء الوطن، لافتًا إلى أن الشهيد كان بطلاً بمعني الكلمة عرف الرجولة من سواعد والده متمنيًا لهم دوام الرحمة والمغفرة". وقال خالد محمد زميل الشهيد في فترة الدراسة، "لن ننساك يا شهيد يا بطل ياللي دمك بيحرر بلد نام في الجنة، واتهنا وأحنا قادرين على القصاص لدمائك الذكية" مشيرًا إلى أن الشهيد دومًا كان يعي أنه يحمل روحه على يديه ويتوقع الشهادة في أي لحظة.