شهدت العلاقات المصرية الإفريقية تطور ملحوظ بعد تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي، بعد غياب امتد لعشرات السنين، بسبب إهماله من قبل الرئيس الأسبق حسني مبارك، في أعقاب تعرضه لمحاولة اغتيال في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا في منتصف التسعينات من القرن الماضي. السيسي بدأ عودة العلاقات بزيارات لدول إفريقية لبحث سبل إعادة العلاقات المنقطعة منذ فترة طويلة، وأحاديث صحفية للتأكيد على استعادة مصر لدورها الإقليمي من خلال القارة السمراء، ويستعد السيسي، اليوم، لإعادة العلاقة مع إحدى الدول الأهم في القارة الإفريقية وهي جنوب إفريقيا باستقبال رئيسها، اليوم، بقصر الاتحادية. أهم ملامح تطور العلاقات المصرية الإفريقية خلال الأشهر الماضية، تحدث عنها الدكتور السعيد أحمد حجاج، أمين الجمعية الإفريقية، قائلًا: "إن الرئيس عبدالفتاح السيسي منذ أن تولى مقاليد الحكم في مصر وهو يعيد العلاقات المصرية الإفريقية إلى مسارها الطبيعي"، موضحًا أن الرئيس كان حريصًا على المشاركة والحضور في مؤتمرات القمة الإفريقية. وأضاف حجاج، ل"الوطن"، أن الرئيس استطاع من خلال المباحثات التي أجراها مع السودان وإثيوبيا، نزع فتيل الأزمة التي ازدادت بعد بناء سد النهضة الإثيوبي، مشيرًا إلى زيارته الأخيرة للخرطوم التي شهدت مباحثات بين إثيوبيا والسودان ومصر وتوقيع إعلان المبادئ الخاصة بسد النهضة الإثيوبي. ولفت أمين الجمعية الإفريقية، إلى زيارة الرئيس التاريخية الأخيرة لأثيوبيا، ومخاطبته للشعب الإثيوبي مباشرة من خلال إلقاء كلمة في البرلمان، والمُقابلات التى عقدها للتلفزيون الإثيوبي، مؤكدًا أن تلك المجهودات أعادت صورة مصر إلى موقعها لدى الشعوب الإفريقية، منوهًا بالدور الكبير الذي لعبته الدول الإفريقية في مجلس حقوق الإنسان والتي دافعت فيه عن مصر وأكدت على احترامها لحقوق الإنسان، ونجحوا في اعتماد تقرير المراجعة الدورية الشاملة لحقوق الإنسان الخاص بمصر بموافقة كافة دول المجلس. فيما أعربت السفيرة منى عمر، مساعد وزير الخارجية للشؤون الإفريقية الأسبق، عن سعادتها بالتوجه الإيجابي للقيادة المصرية تجاه العلاقات الإفريقية، مؤكدة أن العلاقات المصرية بدول أفريقية بشكل عام ودول حوض النيل بشكل خاص شهدت تقدمًا ملحوظًا. وأكدت السفيرة، ل"الوطن"، أن القيادة المصرية في الاتجاه الصحيح مع إفريقيا والشعب المصري ينتظر النتائج، مضيفة أن العلاقات تحتاج إلى زيادة في معدلات التجارة ومزيد من تبادل الزيارات لرجال أعمال مصريين وأفارقة، موضحة أن الاهتمام الرئاسي بالشأن الإفريقي خطوة إيجابية تفتح الباب أمام الشعب المصري لمزيد من الاندماج مع الشعوب الإفريقية.