دافع محمد السيسى، القيادى بحزب الحرية والعدالة المنحل التابع للإخوان، عن التقارب بين الإخوان والشيعة، قائلاً إن الشيعة كمذهب فقهى جزء من الدين الإسلامى بشكل دفع حسن البنا، مؤسس الإخوان، للتقريب بين الإخوان والسنة، إلا أن التنظيم تراجع عن هذا التقارب بعد أن تحول مذهب الاثنى عشرية، التابع للشيعة، فى نشر مذهبهم بقوة السلاح، وارتكبوا مجازر فى حق أهل السنة وضيقوا عليهم فى إيران، لتتحول «طهران» إلى دولة طائفية تحاول نشر المذهب الشيعى بالقوة. وقال «السيسى»، فى حوار ل«الوطن»، إن زيارة القيادى الشيعى، نواب صفوى، للإخوان فى القاهرة كانت من أجل لم شمل المذاهب الإسلامية، وإلى نص الحوار. ■ فى البداية.. كيف ترى العلاقة بين السنة والشيعة؟ - لرصد هذه العلاقة يجب التفرقة فى البداية بين المذهبين الزيدية، والاثنى عشرية، فالأول: قريب من أهل السنة والجماعة، فالإمام الشوكانى، وهو من أئمة الزيدية، يأخذ عنه أهل السنة، وبعيد تماماً عن مذهب الاثنى عشرية، الذى يختلف معه أهل السنة والجماعة، ويعادونه، والذى استطاعت إيران بقوة المال والسلاح نشره فى اليمن. ■ وما رأيك فى التقارب الذى كان موجوداً بين الإخوان والشيعة، خصوصاً بعد زيارة «نواف صفوى» للجماعة بمصر؟ - نواف صفوى هو رجل دين شيعى، كان يدعو إلى نبد التفرقة الطائفية بين المسلمين، وهو نفس فكر الإخوان، الذين يتبنون توحيد المذاهب الإسلامية، بشرط ألا يؤثر بعضها على الآخر، دون أن يتحول السنى إلى شيعى والعكس، وإنما يكون هناك حد أدنى من العلاقات والأرضية المشتركة، على اعتبار أن جميعنا مسلمون، لا نكفر بعضنا، فالوضع فى هذه الفترة كان مختلفاً تماماً عن العصر الحديث، فلم يكن للشيعة دولة بقيادة «الخمينى» تحاول نشر المذهب الشيعى بالقوة، ومحاربة أهل السنة وتكفيرهم، وزرع أفكاره فى اليمن والعراق واليمن وجنوبلبنان، ولكن «البنا» عرف هذا لما تقرب من الشيعة، فنحن لسنا ضد المذهب الشيعى كجزء من الدين الإسلامى، ولكننا ضد المذهب الصفوى الشيعى الذى يسعى إلى نشر المد الشيعى بالسلاح. ■ ولماذا دعّم الإخوان الثورة الإيرانية الإسلامية؟ - هذا أمر طبيعى، طبقاً للحقبة التاريخية التى عاصرها الإخوان فى هذه الفترة، فالثورة الإيرانية كانت أول تجربة إسلامية تنجح فى الوصول إلى الحكم، ولهذا دعمها الإخوان على اعتبارهم فصيلاً إسلامياً فى النهاية، خصوصاً أن خطاب إيران فى هذه الفترة كان خطاباً يدعو إلى توحيد الطوائف الإسلامية السنية والشيعية، إلا أن موقف الإخوان اختلف بعد ذلك بعد المجازر التى ارتكبها الشيعة فى حق أهل السنة والتضييق عليهم فى إيران لتتحول «طهران» إلى دولة طائفية تحاول نشر المذهب الشيعى بالقوة، فالسياسة تفسد الجميع، بدليل أن «الخمينى» عندما لجأ له الإخوان ضد الرئيس السورى السابق حافظ الأسد، عام 1980 بعد المجزرة التى ارتكبها «الأسد» ضد سجناء الإخوان بسجن تدمر، التى راح ضحيتها نحو 1000 شهيد، أهملهم ولم يعرهم اهتماماً. ■ كيف ترى الأزمة الموجودة فى اليمن الآن؟ - الأزمة بدأت منذ اندلاع ثورة الشباب اليمنية فى 15 يناير عام 2011، التى شاركت فيها كافة الأطياف اليمنية، على رأسهم الحوثيون والإخوان، ضد الرئيس اليمنى السابق، على عبدالله صالح، والتى انتهت بتوقيع المعارضة اليمنية و«صالح» على المبادرة الخليجية، والتى أُعطى الرئيس اليمنى السابق، من خلالها، حصانة قضائية، مقابل نقل سلطاته مؤقتاً إلى نائبه عبدربه هادى منصور فى غضون 30 يوماً، لحين إجراء انتخابات رئاسية مبكرة. ولكن ما حدث بعد ذلك هو أن الحوثيين فى اليمن بدأوا فى تنفيذ أجندة طائفية بنشر المذهب الشيعى فى اليمن، وتكفير السنة، بشكل أدى إلى اشتعال معارك دموية بين الطرفين، بدعم من بعض الدول فى المنطقة وعلى عبدالله صالح، بهدف إضعاف الإخوان فى اليمن والإطاحة بهم، لتندلع الفتنة بين الحوثيين والسنة فى اليمن، وتسبب فى الوضع الموجود الآن. ■ وما الدور الذى لعبته إيران فى هذه الفتنة؟ - بعد عزل الدكتور محمد مرسى فى مصر، وانحسار دور الإخوان فى المنطقة، نتيجة مخطط إجهاض ثورات الربيع العربى، دخلت إيران فى الخط بالأزمة اليمنية، فدعمت الحوثيين بالمال والسلاح فى حربهم على أهل السنة، وساعدوهم فى الوصول إلى السلطة، ليدخل الحوثيون بمساعدة «طهران»صنعاء، ويسيطروا على عدد من الوزارات السيادية هناك، ويحاصروا الرئيس اليمنى عبدربه هادى منصور، فى قصره، ليتطور المشهد بعد ذلك لما هو عليه الآن. ■ وما رأيك فى الضربات العسكرية التى تنفذها دول الخليج ضد الحوثيين فى اليمن؟ - السعودية تأخرت فى تنفيذ هذه الخطوة، خصوصاً بعد أن تغاضت عما يفعله الحوثيون فى اليمن، أو بالسماح لإيران أن تدعم الحوثيين فى اليمن، بشكل يمثل خطراً على السعودية نفسها، إلا أن السيطرة شبه الكاملة للحوثيين على اليمن، وتهديدهم لمناطق جنوب السعودية، أشعرت «الرياض» أنها لا بد أن تدخل على خط المواجهة المباشرة ضد إيران والحوثيين فى اليمن. وللأسف الضربات التى تنفذها السعودية ضد الحوثيين غير مؤثرة. ■ وما الطريق الأفضل لحل الأزمة اليمنية؟ - لا يوجد بديل عن الحل السياسى، ويجب أن يجلس كافة أطراف الأزمة على مائدة الحوار للوصول إلى تسوية ترضى جميع الأطراف، بعد أن تخرج كافة القوى الإقليمية، وعلى رأسها إيران، من المشهد.