"عكاظ الساقية" .. مهرجان اعتادت ساقية الصاوي على إقامته كل عام، ولكن هذا العام كان المهرجان في ثوب جديد حيث تحول من كونه مهرجانا للشعر وفقط إلى مهرجان لكل الثقافات التي تعبر عن مصر، فأصبح عكاظ يشمل المشغولات اليدوية والتراثية، الفنون التشكيلية، والموسيقى وغيرها من ألوان الثقافة المصرية والعربية. وشارك الشاعر الكبير سيد حجاب في افتتاح مهرجان "عكاظ الساقية" بمجموعة من قصائده مثل "فتوى قديم" و"صاحب دكانة بزبيبة" ليصف بها حال مصر الآن والصراع بين الإخوان والفلول، وقدم حجاب الجزء الأول من قصديته الجديدة "تاتا .. خطي السبعين" وإليكم القصيدة: (واحد باب الحق) في حد بعباية سودة معدي من خيالي الموت ده ولا سحابة بتبكي على حالي ما قدرش أشوف شي غشاوة، غيوم، هموم بالكوم دغدغت جمري وصريخ بوم، وغربان شوم اعمل كأني لا شفت ولا على بالي في حد بعباية سودة عدى في خيالي كأنه عمال يقرب مني ليل ونهار ويوم ورا يوم بيقطف أطهر الأزهار خطف أسامة، خطف عم إسماعيل م الدار يقطف ربيعنا يا خوفي للربيع ينهار زي اللي داير يقصص ريش جناحاتنا عشان نقع من العلالي إحنا وغلوقاتنا وينطفي النور ويملى الكدب ساحاتنا وينكفي الحلم، مكسور خلف سور الدار كأنه عمال يقرب مني ليل ونهار ويقول رسول الموت: الموت على الخلق حق وله معاد مسبوق أقوله سبحان ربي مالك الملكوت ياللي إنت بعباية سودة معدي في خيالي مانتاش سحابة إنت موتي وجاي نويهالي زي اللي عمال تدور لي على ملكة كام مرة، في ممر عمري ما خط خيالي وفلت منها وفضلت سكتي سالكة قام قاللي وصل المنال: يعني إنت مش خايف؟ حسي علي وقلت: مش خايف وأديك شايف دا أنا عشت عمري ما بين شوك ورد وشفايف من صغري شايفك بترقص في الخلا قبالي وجمجمة مخوخة وهايجة العظام في بالي من يوم ما ميسون دافع عن عتبة ويوم كشفت شبابي ويوم رأيت في الليالي، ليالي بتلالي اليوم، وأنا اليوم بخطي عتبة السبعين وأديك قصداه بتتحنجل شمال ويمين قبضت رفقات طفولة ماتوا ناقصين عمر وقبضت بالكوليرا، حشيت عمتي وخالي وقبضت صاحبة صبايا أم الرموش السمر حسيت بنفسك في سمعي والجميع نايمين بتجبلي رعشة ووشك فوق حيطان البيت في مقشة ماشي بأشباه تشبه العفاريت ويا ما شفتك وأنا منعوز مع الحواديث وأنا بسقي ست الحسن ماء وخيال ويوم ما عنتر رجع زي الرياح الحمر شفتك بتهري وتدارى في ظل خطاك فاسمعت صوت في السوق أول صوان مدقوق على نار سعار مكبوت قال إيه رسول الموت لا تقولي كنت وكان ولا شفتني إمتى ولا فين في أي مكان إزاي تشوفني وإنت إنسان منكسر غلبان مع إنه بمشيئة أرحم الراحمين ما بانش للفانيين ولاقبل ولا بعدين أنا قولتله: شايفك شايفك قصادي الآن ساعات أحسك في سرسوب ساري في عروقي والدنيا بتلف من تحت ومن فوقي أفوق على حسي وأنا بصرخ في وشك: لا ألاقيني طالع لفوق وبفك من طوقي وبعيش حسب شوقي وقول لنفسي يا نفسي استمتعي ودوقي وساعات ألاقيك لابدلي في ذروة الشهرة في كاس من الخمرة أو فنجان من القهوة أو في بلد عار أو زهوة في مال أو جاه أحس إنك هتغدر بي على سهوة يبانلي برهان بنوارة تنتهي اللهوة ضحك، وقال: ياه يا ولداه ده إنت في مأساه في الخوف من الموت حياتك كلها معاناة هو أنت خايف من الموت ولا م اللي وراه أنا قلت: ياه ياه يا ما بعشقك يا حياة مع إني لاخترت فيكي بدايتي ونهايتي ولا فين ولا إزاي لكن عيشة الحياة غايتي ومهما طال عمري دوري جاي وبستناه وكل صبحية أصحى أبص في مرايتي وأسرح في سري ورا السر اكتمل معناه وألمح سؤال هيجي كإنه طير طاير إيه غية الإنسانية؟ وغيته عندي أعيش حياتي في ظل الحق، والمساواة ورغم ظل العدم حواليا مش شايف من الظل من الزمن دايسين ومش هايجين ماهو إحنا لابدين هنا وإمتى؟ مين عارف يمكن حدود الوجود بدل الأبد أبدين أنا أهو قصادك وقلبي ع الحياة هاين وعارف إني هاعيش طول ما البشر هاينين.