نشر أبومصعب بن سيبك، أحد الأمراء المنشقين عن تنظيم «داعش» الإرهابى، شهادته عن الفترة التى قضاها داخل التنظيم، وتداولتها مواقع جهادية، أكد فيها أن مصير التنظيم سيكون أشبه بمصير الجماعة الإسلامية المسلحة فى الجزائر؛ نتيجة سوء المعاملة داخله والفتاوى الغريبة. وقال «بن سيبك»: «على الرغم من كثرة ترديد هتاف (باقية باقية) حتى صار وكأنه شعار التنظيم الذى اتخذ من الدين وتطبيق شريعته هدفاً له، فإننى أرى أن مصيره سيكون نفس مصير الجماعة الإسلامية فى الجزائر، ولا أشترط تساوى المنهج العقدى وإن تقارب أحياناً فى الكثير من الأمور والأحداث، والشواهد تدل على هذا الأمر، فتلقائياً وبعد مقتل من كان عنده بعض العلم من الأمراء والولاة وغيرهم بدأت مرحلة حدثاء الأسنان فى الظهور، فكم من أخ أعرفه وأعرف ما عنده ولديه من علم قد صار اليوم أميراً له حق التصرف فى أرواح يحركها هنا وهناك، ليأمر هذا وينهى ذاك، ويقتل حيناً ويسجن أحياناً». وأضاف: «كتبت لنفيدكم ببعض ما لدينا من أمور لا نقولها إلا حزناً وألماً على ما ألمَّ بنا وما لاقيناه من ويلات وتعذيب على أيدى من نظنهم إخوة لنا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً». وحول الفتاوى الغريبة التى يصدرها التنظيم، تابع «بن سيبك»: «تلقائياً بدأنا نرى فتاوى غريبة لا نعرف من أين أتت، ولا من سبقهم إليها، وأذكر يوماً أن أخاً قال لبعض الإخوة رداً على تصرفاتهم غير اللائقة إن ما تفعلونه لا يختلف عما يفعله جنود الطاغوت من سب وقذف، وعليها رفع الأخ، الذى هو أمير الآن، دعوى تفيد بأن هذا الشخص اتهمه بالردة عن دين الله، وطالب بالقصاص». وأشار القيادى السابق ب«داعش» إلى أن السمع والطاعة عندهم مبدأ لا نقاش فيه، قائلاً: «لا تجد أخاً عراقياً يناقش أمراً أوكل إليه، وإن كان ظاهره معصية أو مخالفاً للشرع، بل فى هذا الأمر خصيصاً لا تجد فرقاً بينه وجنود الجيوش المعروفين، بل وتجد قانون الجيوش الوضعى فيه التنفيذ ثم المناقشة، بينما فى (داعش) لا نقاش مطلقاً، فما رأيت هو أنه غير مسموح لك بمناقشة الأمر حتى بعد تنفيذه، فأنت لست إلا عبداً ينفذ ما يطلبه منه سيده، ولا حق لك فى مناقشة الأوامر، وأهونهم من يقول لك: إنك ترى بعين واحدة ولا تعرف أهمية هذا الأمر، هذا إن سلمت من التهديد بالجلد أو التعزير الذى لا تقوى على تحمُّل سوطين فقط من سياط جلاديهم، لا رحمهم الله ولا أقام لهم وزناً». وأوضح «بن سيبك» أن الآمر فى التنظيم هم جنود جيش الرئيس العراقى السابق صدام حسين، الذين انضموا للتنظيم، وما زالت لديهم نفس الخصال التى تربوا عليها، فتجد أفعالهم لا تختلف كثيراً عنها فى السابق، فالأوامر بالقتل والتهديد، خصوصاً ما يسمونه (قتل المصلحة)، متداول بشكل لا مثيل له بين الأمراء والجنود فى العراق، متابعاً: «لقد ابتلينا بمثل هؤلاء فى العديد من الولايات، فقتلوا عدداً لا أكاد أحصيه من الإخوة المعارضين داخل التنظيم بداعى المصلحة، ونشروا أخباراً عن أنهم قُتلوا فى معارك أو قصف هاون أو حتى عمليات استشهادية». وأكد القيادى بالتنظيم أن مقاتلى «داعش» كانوا يفرحون حينما يُصاب أحد الأمراء الذين يظلمونهم، مستطرداً: «قيل لى مرة وسمعتها بأذنى عن أمير فى إحدى المناطق قد أصابه الله بإصابة لم يعد بعدها أميراً ولا حتى جندياً، ويوم أن أُصيب كان جنوده فى المنطقة يهللون ويكبِّرون فرحاً بإصابته، بل وترى إطلاق الرصاص فى الهواء فرحاً حتى تظن أن المنطقة قد تحررت، وهذا الأمير تم نقله إلى تركيا للعلاج، ومن سبقوه بنفس الإصابة ما زالوا فى نفس المستشفى الذى خرج منه هو إلى تركيا، وكل ذنبهم أنهم ليسوا أمراء». وأشار إلى أن التنظيم بعد أن سيطر على إحدى المدن الكبرى فى العراق والشام بدأ فى إقامة سجن يوضع فيه المذنبون والعصاة والمرتدون وجنود التنظيم، أطلقوا عليه اسم «جوانتانامو الدولة»، لافتاً إلى أن حال السجن صعب للغاية، حيث لا تقدَّم فيه إلا وجبة واحدة يومياً لا تسد رمق طير فى السماء، حسب وصفه، ولا تجد فيه مكاناً لقضاء الحاجة، كما لا يُسمح فيه بقضاء الحاجة إلا مرة واحدة فى اليوم، وعندما تطلب فيه الوضوء للصلاة يُقال لك بكل بساطة واستهزاء «تيمم»، حتى أُصيب فيه السجناء بالجرب لعدم وجود تهوية أو مكان للاستحمام أو حتى لقضاء الحاجة.