اضطرهم ضيق الحال، واختفاء كل وسيلة من أجل العيش والإنفاق على أنفسهم وأسرهم، إلى المخاطرة بحياتهم، والسفر إلى الأماكن الملتهبة، هكذا استمرت محاولات تسلل المصريين إلى الأراضى الليبية، لم يفكروا فى خطر السقوط فى قبضة تنظيم «داعش»، ولا الضياع فى الصحراء، أو فى عرض البحر، لمن اختاروا الهجرة غير الشرعية إلى إيطاليا، عبر السواحل الليبية. قوات الأمن ضبطت 49 مصرياً حاولوا اجتياز الحدود إلى ليبيا دون أوراق، وقال أحدهم، يدعى سيد سالم، 30 عاماً، عامل من محافظة الفيوم، ل«الوطن»: «دفعت 4 آلاف جنيه للسفر، لكنهم ألقوا القبض علىّ، وسلمونى للترحيلات»، وأكد زميله، أحمد ممدوح، مبلط سيراميك، أنه حاول السفر لكى «يبنى نفسه»، بسبب ضيق العيش فى قريته. وكانت أنباء ترددت حول اختفاء 26 مصرياً فى ليبيا، معظمهم من الأقباط، أثناء محاولتهم الهجرة إلى إيطاليا، عبر سواحل ليبيا، وتخوف البعض من سقوطهم فى قبضة تنظيم «داعش»، أو غرقهم فى عرض البحر، والتقى عدد من أهالى المختفين السفير بدر عبدالعاطى، المتحدث باسم الخارجية، السبت الماضى، لمعرفة مصير أبنائهم. وقال نشأت عايد، شقيق أحد المختفين، إن معظمهم من أسر بسيطة استدانت لدفع نفقات سفرهم، موضحاً أن المختفين غادروا، بداية سبتمبر الماضى، قبل أن تنقطع أخبارهم، بعد أسبوع من السفر. وأكد مسئول بوزارة الخارجية أن الوزارة تتابع الأمر عن كثب، موضحاً أنه لا معلومات حتى الآن عن مكان وجودهم، فى حين طالبت الكنيسة الأرثوذكسية، فى بيان، أمس، الأقباط العاملين فى ليبيا، بالعودة فى أسرع وقت ممكن، حرصاً على حياتهم. وقالت لجنة الأزمات بالمجمع المقدس «إن مصر قادرة على رعاية مواطنيها، وحمايتهم، وتوفير الحياة الكريمة لهم».