أكد وزير الخارجية سامح شكري أهمية التعاون والثقة والعمل المشترك ومراعاة مصالح كل طرف من أطراف مشروع سد النهضة الإثيوبي، لافتًا إلى أن حقوق إثيوبيا في التنمية يقابلها عدم الإضرار بحقوق مصر المائية. وقال شكري، في تصريح لوكالة الأنباء السودانية "سونا": "نحن مقبلون على مرحلة جديدة من بناء الثقة والتعاون لمصلحة شعوبنا والعمل المشترك على تحقيق المصالح المشتركة لثلاث دول مع مراعاة مصالح مصر فيما يتعلق بتدفق المياه إليها ومصالح إثيوبيا في التنمية واستغلال السد لتوليد الكهرباء". ولفت الوزير إلى أن "هذه الصفة كانت مفقودة لعقود طويلة، وعلينا أن نبنيها بتأنٍ وبإخلاص وبعمل دؤوب، خاصة وأن الأمر يتعلق بأجيال قادمة ستستمر في اعتمادها على مياه النيل، هذه خطوة تعقبها خطوات كثيرة من العمل والاتفاق والتفاصيل التي يشير إليها هذا الاتفاق ويحدد إطارها". وأوضح شكري أن "اتفاق المبادئ يشير إلى أن هناك اتفاقيات لا بد أن تعقد وتجعل من سد النهضة الإثيوبي مصلحة مشتركة لثلاث دول وتجعل بيننا اتفاقًا على تشغيله السنوي والتنسيق فيما بين الدول الثلاث". من جانبه، وصف الدكتور شريف التهامي، وزير الري السابق، التوقيع على وثيقة المبادئ سد النهضة بين كل من السودان ومصر وإثيوبيا اليوم، بالقصر الجمهوري بأنه حدث عظيم للدول الثلاث حسم خلافات ظلت معلقة لوقت طويل بعد ما تيقَّن الأطراف الثلاثة بالجدوى الاقتصادية للسد وترك المسائل الفنية للجان. وعدَّد التهامي الفوائد من قيام سد النهضة بأنه ينظم جريان النيل الأزرق، ويتحكم بالفيضانات، بالإضافة إلى توليد كميات ضخمة من الكهرباء تحتاجها الدول الثلاث في التنمية، ووفق تقديره ليست هناك أضرار على السودان من السد يستدعي التوجس او التخوف منها، وأوضح أن حصة السودان في مياه النيل محسوبة، وأنه ضمن احتياطاته للمياه سواء بالتعلية لخزان الرصيرص أو قيام سد مروى وغيرها، مبينًا أن هناك جدوى اقتصادية عظيمة من سد النهضة تدفع بعجلة التنمية في هذه الدول. وأشار إلى أن الاتفاق الذي تم اليوم، أزال المخاوف وعمل على بناء جسور من الثقة بين الدول الثلاث، مشيرًا إلى الدور الكبير الذي قام به السودان على المستوى الرسمي والفني. وعلى صعيد متصل أعربت الدكتورة تابيتا بطرس شوكاي، وزيرة الدولة بوزارة الموارد المائية والكهرباء السودانية، عن سعادتها للتوصل إلى اتفاق حول سد النهضة، ووصفت حفل التوقيع الذي تم اليوم بالقصر الجمهوري بأنه تاريخي ويرسِّخ روح التعاون بين الدول، وأشارت إلى أن توقيع مبادئ سد النهضة بين الرؤساء يؤكد الالتزام السياسي والذي سيعود بالخير على البلدان وشعوبها.