تعقد غدا فى العاصمة السعودية الرياض قمة عربية طارئة فى وقت عصيب ليس على الفلسطينيين وحدهم بل على المنطقة ككل، فى ظل الإمعان المفرط من قبل الاحتلال الإسرائيلى فى القتل والتدمير لأهالى قطاع غزة، بل والضفة الغربية، ووصل الأمر إلى مخطط واضح لتهجير سكان القطاع على نحو يهدد بتصفية القضية الفلسطينية، وهو الأمر الذى رفضته مصر منذ اللحظة الأولى وقد استطاعت بفضل هذا الموقف الصامد أن تغير دفة الأمور وتجذب خلفها دعما عربيا وإقليميا ودوليا رافضا لمخططات الاحتلال الإسرائيلى، بل وتحدث الرئيس عبدالفتاح السيسى بمنتهى الوضوح عن رفض المصريين جميعاً تهجير الفلسطينيين وتصفية القضية وكان ذلك خلال قمة القاهرة للسلام قبل نحو 3 أسابيع، وهى القمة ذاتها التى يجمع مراقبون أن قمة الرياض تأتى امتداداً لها لا سيما أنه من المتوقع أن تعبر عن إجماع عربى على رفض التهجير وضرورة وقف إطلاق النار، حقناً لدماء الفلسطينيين، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بانتظام وقبل ذلك التأكيد على حق الشعب الفلسطينى فى إقامة دولة له على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدسالشرقية. إن قمة الرياض تأتى ولديها رسائل واضحة بأن العرب مجتمعين يقفون خلف نضال الشعب الفلسطينى وهذه الرسالة موجهة إلى العالم كله، ومواصلة العمل على انتزاع حقوق الشعب الفلسطينى كاملة دون نقصان، وليس فى قطاع غزة فقط بل فى الضفة الغربية كذلك، كما تأتى القمة لتعبر عن خطورة الوضع الحالى، وأنه لا بد من موقف عربى موحد يعيد التأكيد على ما أعلنته مصر وأكدت عليه القيادة السياسية المصرية.