رفض الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية اليوم، دعوة روسيا للمشاركة في محادثات مع ممثلين عن النظام في موسكو، مطلع الشهر المقبل، وحذر من محاولة "لتعويم" الرئيس السوري بشار الأسد. وأعلن الائتلاف في بيان، أن هيئته العامة المجتمعة في إسطنبول "قررت الاعتذار عن المشاركة في منتدى موسكو 2" وذلك "بعد اطلاعها على الرسالة الموجهة من وزارة الخارجية الروسية". وقال عضو الهيئة السياسية في الائتلاف، أنس العبدة لوكالة "فرانس برس"، "لا مبررات لحضور منتدى موسكو 2 خصوصًا أننا نلمس محاولات من حلفاء النظام وبينهم روسيا وإيران لتعويم الأسد مجددًا وإعادة تأهيل رأس النظام"، مؤكدًا رفض "أي عملية انتقال سياسي يكون الأسد جزءًا منها". وأوضح "العبدة"، الذي يشارك في اجتماع الهيئة العامة، أن الاعتذار عن محادثات موسكو مرتبط "بغياب أجندة واضحة للقاء أولًا، وغياب مرجعية واضحة لما سيصدر عنه ثانيًا، ولرفضنا الحوار مع النظام ألا في إطار عملية انتقالية ثالثًا". وأبدى خشية الائتلاف من أن تكون محادثات موسكو "مقدمة لتجاوز ما تم الاتفاق عليه في جنيف". من جهة ثانية، أعلن "العبدة"، أن الخارجية الروسية وجهت هذه المرة دعوة إلى رئيس الائتلاف خالد خوجة، لترؤس وفد من الائتلاف يشارك في منتدى موسكو، بخلاف المرات السابقة عندما لم توجه أي دعوة مباشرة إلى الائتلاف ولا لأي تشكيل آخر بل وجهت إلى شخصيات مستقلة أو أخرى تنشط في تنظيمات معينة. وتأتي مبادرات موسكو حليفة دمشق التقليدية لجمع النظام والمعارضة بعد عقد مؤتمر جنيف الأول لمحادثات السلام في يونيو 2012 والثاني في فبراير 2014 تحت إشراف الأممالمتحدة والقوى العظمى. وثمن الائتلاف في بيان اليوم "الموقف الروسي لجهة عدم استخدام حق النقض (الفيتو) خلال التصويت على قرار مجلس الأمن رقم 2209 القاضي بتجريم استخدام السلاح الكيميائي في سوريا". وجمعت موسكو في يناير الماضي 32 ممثلًا عن مختلف المجموعات المعارضة التي يتسامح معها النظام، ووفدًا رسميًا من ستة أفراد بقيادة مندوب سوريا الدائم لدى الأممالمتحدة بشار الجعفري، في غياب أي ممثلين عن الائتلاف. ولم يتوصل المجتمعون حينها إلى أي نتائج ملموسة. وتشهد سوريا نزاعًا مدمرًا أوقع أكثر من 215 ألف قتيل في أربع سنوات.