ضرب إعصار ساندى مساء أمس الأول الساحل الشرقى للولايات المتحدة وأثار الفوضى فى عدد من الولايات، حيث كانت الحكومة الأمريكية قد أعلنت مسبقاً حالة الطوارئ فى تسع ولايات تحسباً للإعصار. وقد كانت ولاية نيوجيرسى هى المحطة الأولى للإعصار الذى وصلها برياح سرعتها 137 كم فى الساعة، ومع ذلك كانت ولاية نيويورك هى أكثر الولايات تضرراً حتى الآن، حيث شهدت أمواجاً عاتية ضربت سواحل المدينة بلغ ارتفاعها أربعة أمتار، وقد قامت الحكومة بإيقاف كل وسائل المواصلات العامة بها بما فيها مترو الأنفاق والحافلات، كما تم إخلاء مناطق سكنية بأكملها، وقد أعلنها الرئيس أوباما أمس منطقة كوارث كبرى، كما أدى الإعصار فى نيويورك إلى سقوط خمسة قتلى على الأقل، وقطع الكهرباء عن مليون ونصف المليون شخص، فى حين غرق نصف مانهاتن فى ظلام دامس، وأدى الإعصار أيضاً إلى فيضانات تسببت فى غمر سبعة أنفاق للمترو بالمياه. وقد أصيبت المدن الأمريكية الكبرى على طول الساحل الشرقى بحالة شلل مع توقف شبكات المواصلات عن العمل وإغلاق المطارات، بالإضافة لإلغاء أكثر من تسعة آلاف رحلة جوية، واضطرار ملايين الأمريكيين إلى البقاء فى منازلهم والتغيب عن العمل وإغلاق المدارس والجامعات، وسيتم استمرار إغلاق مكاتب الحكومة الاتحادية حتى زوال الخطر. وأودت الرياح العاتية والأمطار الغزيرة بحياة 13 شخصاً على الأقل، حيث تم تسجيل حالات وفاة بسبب الإعصار فى كل من نيويورك ونيوجيرسى وويست فيرجينيا وكونيتيكت وبنسلفانيا وميرلاند. وتوفى أكثر من نصف الضحايا بسبب تساقط الأشجار، ومن الأسباب الأخرى التى أدت لوقوع وفيات الصعق الكهربائى وحادث سيارة، كما خلف ساندى حتى الآن ما يقارب 60 مليون شخص يسعون للاحتماء من هذه الظروف، بالإضافة لأكثر من 7 ملايين أسرة تعانى من انقطاع تام للكهرباء. أما عن الخسائر المادية، فقد أُغلقت أسواق الأوراق المالية الأمريكية لأول مرة منذ هجمات 11سبتمبر، وتوقفت الحكومة الفيدرالية فى واشنطن عن العمل، كما أغلقت وول ستريت أبوابها لتكون أول مرة تعلق فيها أعمال البورصة ليومين لأسباب تتعلق بالطقس منذ عام 1888، واكتفت بالتداولات الإلكترونية التى يقوم بها موظفوها من منازلهم، وقالت شركة يورونكست، التى تدير بورصة نيويورك، إنه لم تلحق تلفيات بمقر البورصة بشكل يعوق عمليات التداول لكن لديها خططاً فى حالة حدوث أى من تلك الخسائر، وتوقعت شركة للتنبؤ بالخسائر أن الخسائر الاقتصادية قد تصل إلى20 مليار دولار نصفها فقط مؤمّن عليه. كما تسبب الإعصار فى غرق السفينة «إتش إم إس باونتى» بعد أن تركها طاقمها أمام سواحل ولاية نورث كارولينا هرباً بحياتهم، وهى إحدى أشهر سفن العالم، ولا يزال اثنان من طاقمها مفقودين بعد إنقاذ 14 منهم. وقد أعلن مكتب الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون أمس إغلاق المقر الرئيسى للمنظمة الدولية بنيويورك اليوم وذلك لليوم الثانى على التوالى. وعلى طول شاطئ أتلانتيك سيتى كانت الكازينوهات والحانات والفنادق التى تستقبل كل سنة أكثر من ثلاثين مليون زائر مغلقة، وقد أوصدت أبوابها ونوافذها بألواح الخشب، وأقامت حواجز من أكياس الرمل، وأغلقت الشرطة جميع الطرقات المؤدية إلى المدينة. ومن المتوقع أن تصل تأثيرات الإعصار إلى داخل الأراضى حيث قد تكسو طبقة من الثلج بارتفاع متر جبال فرجينيا الغربية، فيما قد تصل الأمواج فى بحيرة ميتشيجن على مسافة أكثر من ألف كم من الأطلسى إلى ارتفاع عشرة أمتار بحسب الأرصاد الجوية الوطنية. وقد قامت هيئة الرقابة النووية الأمريكية بإعلان حالة التأهب فى محطة «أويستر كريك» النووية بولاية نيوجيرسى بسبب مستويات المياه العالية فى نظام سحب المياه الخاص بالمحطة، ويُعتبر هذا الإعلان ثانى أقل مستوى من المستويات الأربعة التى تستخدمها الهيئة فى توصيف الأحداث بالمحطات النووية، أما فى نيويورك فقد تم إغلاق مفاعل «ناى نماى وان» أمس، وذلك نتيجة حدوث مشكلة فى توصيل الكهرباء إلى الشبكة.