لم يقوَ الشاب على تحمل آلام المرض فانزوى فى غرفة صغيرة بعيدة عن الأعين، الأطباء قالوا عن مرضه إنه نادر جداً ولا معلومات عنه فى مصر رغم أنه منتشر فى أكثر من 16 دولة فى أوروبا وأمريكا اللاتينية وأستراليا والكوريتين واليابان، المرض يعرفه الأطباء باسم «فابرى»، يشبه السرطان، يأكل خلايا الأجهزة الوظيفية من الكبد والكلى والنخاع الشوكى، وتنتهى حياة المصاب به بالموت. حمادة عبدالرحمن الطحان، شاب فى العقد الثالث من العمر، يعانى من المرض، ويقيم فى قرية الجابرية بمحافظة الغربية. قريته، ودون مبالغة، تعيش فى حالة رعب، هم لا يعرفون شيئاً عن المرض ولا إمكانية انتقاله وإن كان معدياً أم لا، فقط يعرفون جيداً أن ذلك الشاب مصاب بمرض «بياكل فى جسمه». وكيل وزارة الصحة بالغربية، الدكتور محمد شرشر، نفى علمه بوجود حالات إصابة بالمرض بقرى ومراكز المحافظة، لافتاً إلى أن مستشفيات الصحة على مستوى قرى ومراكز المحافظة لم تسجل وجود أى حالات جديدة مصابة بالمرض. «الوطن» زارت الشاب حمادة المريض بال«فابرى»، والذى يعيش فى غرفة لا تزيد مساحتها على 5 أمتار، ولا يغادر فراشه بعد أن غطت وجهه آثار المرض. «أنا جسدى بيتقطع كل يوم من جوه، ألم وتشنجات مفاجئة بتموتنى، وأنا بصرخ من الألم قدام مراتى وأمى وعيالى، ومش عارف أعمل إيه، لما بمشى فى الشارع بأقع على الأرض»، هكذا عبّر الشاب المريض عن معاناته، وأضاف: «لا أستطيع الحركة بصورة طبيعية، وتوجهت لمستشفيات المنصورة وطنطا وشبين الكوم الجامعية، وأجروا فحوصات طبية أولية، أكدت إصابتى بالمرض»، مشيراً إلى تأكيد عدد من الأطباء أن علاج مرضه موجود فى أوروبا. وأشار: والدتى تبيع «المخلل»، ومن مكسبه البسيط تنفق على علاجى الذى يتجاوز ال5 آلاف جنيه شهرياً ويزيد أحياناً ودون فائدة، أنا راض بقضاء الله رغم ظهور التهابات فى خلايا الكلى والتهاب الأعصاب وتدمير قرنية العين وتآكل خلايا المخ والنخاع الشوكى وظهور «نمش» فى الظهر والأطراف الحركية. وقال عدد من الأطباء المتخصصين فى مجال علاج الأمراض النادرة والسرطان ل«الوطن»: إن تفاقم حالة الشاب ستؤدى تدريجياً إلى شلل فى الأطراف الحركية، يعقبها نوبات وتشنجات تتسبب فى جلطات دماغية لا يمكن علاجها، لافتين إلى وجود علاج لهذا المرض النادر فى أحد المراكز الطبية التى يُجرى فيها الدكتور «أسامة شرف الدين» أبحاثه فى ألمانيا، وإن المركز توصل إلى أمصال وأدوية سريعة المفعول لمواجهة حالات الإصابة بمرض فابرى المميت.