«أنا مرسيدس 2012 أما أحمد زكى فمرسيدس السبعينات»..تصريحات مستفزة تفتقر إلى التواضع للفنان الشاب محمد رمضان (الوطن 27/10/2012 ) معتبراً المبدع الكبير الراحل من مخلفات الماضى!!! لا شك عندى فى موهبة رمضان التى صقلها بالعمل الدءوب المستمر، والرغبة الدائمة فى الإجادة، رغم عدم دراسته للتمثيل دراسة أكاديمية، وبدا ذلك جلياً فى أعماله السينمائية والتليفزيونية.. «احكى يا شهرزاد» و«دوران شبرا» و«ساعة ونص».. وغيرها من الأعمال التى دشنت اسمه كوافد واعد على خريطة الدراما المصرية، وهو ما يجب أن يحافظ عليه، وأن ينتبه أن الغرور والثقة المفرطة بداية الطريق إلى الهاوية.. وأن يدرك أن «عبده موتة» خطوة أولى نحو القمة وليس آخرها، وأنه بطل كبير فى فيلم صغير، أقرب إلى أفلام المقاولات التى يبرع فى تركيبها المخرج إسماعيل فاروق، فالفيلم ليس سوى مجموعة من الأغانى الشعبية الركيكة التى ترضى الأذواق الفاسدة، وعدد من الرقصات تبارت فيها المحترفة دينا مع الموهوبة حورية فرغلى والصاعدة رحاب الجمل.. يتخلل الأغانى والرقصات بعض الأحداث الملفقة والمنتزعة من عشرات الأفلام والمسلسلات التى تدور حوادثها فى منطقة عشوائية «ثلاثة أرباع سكانها مسجلين خطر.. والربع الباقى لم يتم ضبطه» على حد تعبير علية «رحاب الجمل» شقيقة عبده موتة «محمد رمضان» البلطجى الذى يعمل فى تجارة المخدرات وفرض الإتاوات... يفتعل كاتب السيناريو محمد مبروك صراعاً تقليدياً بينه وبين معلمه مختار العو بأداء باهت وقديم للقدير سيد رجب الذى أهدر طاقته فى محاولة فاشلة للاختلاف والخروج عن النمطية فى أسلوب أداء دور المعلم الشهوانى المتأثر بمصطلحات برامج الفضائيات «تطلعات.. احنا كده على الهواء مباشرة!!»... يشتهى العو أنغام «حورية فرغلى» المرتبطة عاطفياً ب«عبده» ليبدأ الصراع المختلق لندلف منه إلى إعصار العنف الذى يمثل الضلع الرابع فى تركيبة هذه النوعية الشعبية من الأفلام بعد العشوائيات والأغانى والرقصات.. نتابع جرعات مكثفة من المعارك المنفذة باستخفاف وركاكة مشتملة على كل أنواع القتل..ذبحاً أو بالرصاص أو بكسر الرقاب!!! أو المطاردات التى تحاكى ببدائية افتتاحية فيلم «إبراهيم الأبيض» لمروان حامد. أخيراً نصل إلى النهاية المصطنعة، المتدثرة بغلالة من الأخلاق الحميدة يلخص فيها كاتب السيناريو أحلام الفتى البلطجى قبل إعدامه -وهو العقاب الذى يكرس به الفيلم رؤيته الأخلاقية المزيفة حيث تتحقق العدالة على الشاشة دون أن تتحقق فى الواقع- يسرد «موتة» ما كان يتمناه فى عبارات إنشائية يرددها على شريط الصوت تصاحبها صورة تتناقض مع مصائر أهله ورفاقه، نهاية تتملق الجماهير التى تتحسر إشفاقاً على مصير البطل الذى تفجرت ينابيع الخير داخله -فجأة- وهو الذى خضب الشاشة على مدار ساعتين بطوفان من الدماء! «عبده موتة» استثمار رخيص لظاهرة البلطجة والعنف المجانى التى تفشت فى المجتمع المصرى -حالياً- دون محاولة تحليل أسبابها ودوافعها الاجتماعية والاقتصادية والنفسية، واستثمار لطموح الفنان الشاب، ولتعجله الصعود السريع إلى القمة.. دون أن يعى أن الطريق إليها يحتاج إلى مزيد من الصبر والتأنى.. والتواضع.