من ترعة تروى مساحة 4 آلاف فدان فى المنوفية، إلى مصرف تلقى فيه سيارات الصرف الصحى مخلفاتها، ويلقى فيه المزارعون القمامة والحيوانات النافقة.. الآن، هذا هو حال ترعة «ديا الكوم»، التى كانت تخدم قرى الروضة والشهيد فكرى وأبومشهور فى مركز بركة السبع، قبل أن تخرجها وزارة الرى من الخدمة عملياً، تحت زعم التطوير، وتحويلها من «مكشوفة» إلى «مغطاة». وبحسب الفلاحين، تسبب المشروع فى عدم وصول المياه إلى مساحات كبيرة من الأراضى، ما دفعهم إلى اللجوء للمياه الجوفية، بكل المشكلات التى تتسبب فيها، وأهمها زيادة نسبة الملوحة التى تهدد الأراضى بالبوار، بالإضافة إلى اللجوء للرى بمياه الصرف الزراعى، والمياه الراكدة فى الترعة، كما يشكو الأهالى من تقاعس مسئولى الرى عن إصلاح عيوب شبكة الرى، التى تسببت فى ارتفاع ملوحة الأرض وانخفاض إنتاجية الفدان. من جهته، قال رئيس مجلس الجمعية الزراعية فى أبومشهور، عبدالفتاح بريقع، نقيب الفلاحين فى بركة السبع «بدأت المشكلة مع مشروع تغطية ترعة ديا الكوم بطول 100 متر، منذ نحو 10 سنوات فى قرية الروضة، ووقتها تسلمت الأجهزة التنفيذية الأعمال، رغم وجود أخطاء جسيمة فى التنفيذ، أدت إلى تراكم المخلفات، ومنع تدفق مياه الرى لباقى أجزاء الترعة، التى يعتمد عليها آلاف الفلاحين». وأضاف أن «الرى من الآبار الارتوازية، ومياه الصرف الزراعى، أصبحت الملجأ الأخير لفلاحى القرى الثلاث، وبمرور الوقت، ومع تقاعس مسئولى الرى عن حل المشكلة، تحولت الترعة التى تخدم أيضاً قريتى ميت غزال وكفر الشيخ مفتاح، التابعتين لمحافظة الغربية، إلى مصدر لنشر الأوبئة والأمراض بطول 15 كيلومتراً، بالإضافة إلى أن رى المزروعات بمياه ملوثة تسبب فى إنتاج محاصيل مسرطنة». وأوضح أن الطلب الأساسى للفلاحين المتضررين من الصرف المغطى، هو تكسير سقف التغطية، وتطهير الترعة بالكامل، للسماح للمياه بالمرور، وإنقاذ نحو 4 آلاف فدان من خطر البوار، الناتج عن ارتفاع نسبة ملوحة التربة، بالإضافة إلى محاسبة المسئولين عن عملية استلام مشروع تغطية الترعة، رغم وجود أخطاء فنية جسيمة فى التنفيذ. وأشار إلى أن «الأزمة الحقيقية تمثلت فى مد مديرية الرى مواسير رى مغطى غير قادرة على العمل بشكل كامل، ومليئة بالعيوب الفنية، لمسافة وصلت إلى 100 متر، ما يجعل المياه غير قادرة على الوصول إلى الأرض»، مطالباً بأن يكون هناك حل عاجل للأزمة، عن طريق الصرف المحسن، خاصة أن نظام الصرف المغطى لا يساعد على توصيل المياه إلى تلك الأراضى. من جهته، أكد وكيل وزارة الرى فى المنوفية، المهندس ماهر عباس، أن «الأهالى يعتقدون أن سحارة تغطية الترعة تم تنفيذها بسقف منخفض يعوق حركة المياه»، موضحاً «انتدبنا لجنة من كلية الهندسة لفحص التغطية، وننتظر صدور التقرير، واتخاذ اللازم»، وأضاف أن «المهندس المختص يشرف على رفع المخلفات والحيوانات النافقة دورياً، لكن مطلوب من الأهالى مساعدتها فى الحفاظ على الترعة، بالتوقف عن إلقاء المخلفات فيها، ويجرى حالياً بحث مشروع المغطى، وانتداب لجنة لمعاينة الأراضى، والعمل على إصلاح الأعطال فى أقرب وقت».