"أنا كنت أتطلع منذ فترة لزيارة ألمانيا، وسأستجيب لهذه الدعوة؛ لأني أحترم هذه الدولة وأقدِّرها"، هكذا كان تعليق الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال فعاليات مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري، على دعوة أنجيلا ميركل لزيارة ألمانيا، وهو ما جعل وسائل الإعلام الألمانية تتساءل عن سر دعوة ميركل للسيسي لزيارة ألمانيا في هذا التوقيت، وتطرح التفسيرات والتحليلات المختلفة. موقع التليفزيون الألماني "دويتش فيله"، سرد في تقرير له أسباب وأسرار دعوة ميركل ل"السيسي" لزيارة ألمانيا، على لسان محللين مصريين وألمان، خاصة أن ألمانيا كان لها موقف مضاد لما حدث في 30 يونيو من ثورة شعبية، وعزل محمد مرسي وجماعة الإخوان، ولكن أسباب التحول فندت جميعها. - تغيّر فهم برلين للوضع في مصر ترى الناشطة السياسية إسراء عبدالفتاح، السر في دعوة "ميركل"، بحسبما ذكرت ل"دويتش فيله"، تغير النظرة الأوروبية لما حدث في مصر، وأن تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي للرئاسة في مصر جاء وسط قبول ووقوف شعبي وراءه، الأمر الذي ساهم في تغير الوعي والإدراك الغربي لما حدث في مصر من كونه "انقلابًا عسكريًا" إلى كونها "ثورة شعبية" انحاز إليها الجيش المصري. - الترحيب ب"السيسي" في عدد من البلدان الأوروبية وددلت "دويتش فيله" في تقريرها على ذلك، بزيارة الرئيس المصري لفرنسا التي تربطها تاريخيًا علاقات متينة بالمنطقة العربية، وكانت قد استضافت الرئيس المصري في قصر الإليزيه، فيما بقيت ألمانيا لفترة طويلة متحفظة إزاء كيفية تعامل القيادة المصرية الجديدة مع ملف الإخوان. - المصالح الاقتصادية وظهور العملاق الألماني "سيمنس" بمؤتمر شرم الشيخ البعض برر الدعوة الألمانية للسيسي بالمصالح الاقتصادية، خاصة بعدما ظفرت شركة "سيمنس" العالمية بصفقة تقدر بعشرة مليارات يورو لبناء محطة حرارية للغاز وطاقة الرياح بمصر. - "السيسي" رئيس لأهم الدول العربية ذكر التقرير، تعليق صحيفة "فرانكفورته ألغيماينه تسايتونغ" الألمانية قائلة: "لا يمكن القول إن الرئيس المصري ديمقراطي، ولكنه محظوظ بأن يكون رئيس إحدى أهم الدول العربية". - "السيسي" يحارب الإرهابيين الذين يهددون ألمانيا استشهد التقرير هنا بما ذكره وزير الاقتصاد الألماني زيغمار غابرييل أيضًا، خلال مشاركته في مؤتمر شرم الشيخ: "الدعم الاقتصادي لمصر مهم جدًا بهدف دعم الاستقرار في البلاد على خلفية خطر الإرهاب، واستقرار مصر من مصلحتنا ومصلحة أوروبا". - انهيار الدولة في ليبيا وما يحدث في سوريا والعراق الخبير الألماني في شؤون الشرق الأوسط يوخن هيبلر، قال في مقابلة مع "دويتش فيله" عربية: "لا يمكن تجاهل بلد كبير مثل مصر إذا ما نظرنا إلى انهيار الدولة في ليبيا والوضع المتوتر في شبه جزيرة سيناء، بالإضافة إلى ما يحدث في سوريا والعراق وظهور تنظيم داعش"، ويوضح أن الوضع المتوتر في المنطقة وانعدام الاستقرار في أجزاء كبيرة منها جعل الحكومات الأوروبية، ومن بينها ألمانيا، في حيرة من أمرها لانتهاج السياسة المناسبة في الشرق الأوسط.