سجل الذهب أعلى ارتفاع أسبوعي منذ شهر مارس الماضي، مع تزايد حدة الصراعات العالمية، الأمر الذي دفع المستثمرين إلى شراء الذهب كملاذ آمن في الأسواق تحسباً لأي تطورات قد تطرأ خلال عطلة نهاية الأسبوع. وارتفعت أسعار الذهب الفوري خلال الأسبوع الماضي بنسبة 5.5% ليسجل مكاسب بمقدار 100 دولار، ويغلق الذهب عند المستوى 1932 دولار للأونصة وهو أعلى مستوى في 3 أسابيع. يأتي هذا بعد أن سجل الذهب أدنى مستوياته منذ مارس الماضي عند 1810 خلال الأسبوع السابق، في المقابل ارتفع الذهب في مصر 170 جنيها على خلفية التحركات العالمية. زيادة الأزمات يدفع المستثمرين للذهب وبحسب المؤسسة، فإن تزايد التقلبات الجيوسياسية يدفع المستثمرين إلى الاحتفاظ ببعض التأمين والحماية خلال عطلة نهاية الأسبوع، الأمر الذي يدفعهم إلى زيادة الطلب على الذهب بشكل كبير، تحسباً لأي أحداث قد تطرأ خلال عطلة نهاية الأسبوع. بالنظر إلى الدولار الأمريكي نجده قد ارتفع خلال الأسبوع الماضي بنسبة 0.5% وفقاً لمؤشر الدولار الذي يقيس أداؤه مقابل سلة من 6 عملات رئيسية، حيث استكمل الدولار ارتفاعه يوم الجمعة بنسبة 0.2% بعد ارتفاع بنسبة 0.9% يوم الخميس الماضي والذي تبع سلسلة من الهبوط استمرت 6 جلسات متتالية. وذكرت المؤسسة، أن ارتفاع كل من الدولار والذهب في نفس الوقت على الرغم من العلاقة العكسية التي تربط بينهما يدل على توجه المستثمرين إلى الملاذ الآمن في الأسواق المالية بكافة صوره، والمعروف أن الذهب والدولار هما أكبر أصول الملاذ الآمن في الأسواق. حالة عدم اليقين في الوقت الحالي أصبح عدم اليقين الجيوسياسي هو العامل الحاسم المؤثر على تحركات الأسواق، فالأسواق قامت بالفعل بتسعير سياسات البنك الاحتياطي الفيدرالي المتوقعة، لذلك تحول التركيز إلى عدم اليقين الجيوسياسي وهو الأمر المفيد للذهب، التوقعات الآن تتزايد أننا سنشهد المزيد من عدم الاستقرار حتى عام 2024 خاصة مع اقترابنا من الانتخابات الأمريكية، لذلك سيبدو الذهب بمثابة استثمار مناسب على المدى الطويل في الوقت الحالي. من جهة أخرى، يواجه الذهب حالياً مستوى المقاومة 1950 دولارا للأونصة، وهو مستوى قوي قد يدفع الذهب إلى التراجع خاصة في ظل التشبع القوي في الشراء على المؤشرات الفنية اللحظية.أيضاً الفترة الحالية تشهد احتفاظ المستثمرين بكل من الذهب والدولار والسندات باعتبارها أصول الملاذ الآمن، ولكن هذا لا يمكن أن يستمر لفترة طويلة، في النهاية سيلجأ المستثمرين إلى التخلي عن أحد الأصول لصالح الآخر وستكون المنافسة قوية أمام الذهب خاصة مع نية البنك الفيدرالي الإبقاء على الفائدة مرتفعة لفترة أطول لمواجهة التضخم العنيد، وفق تحليل جولد بيليون.