سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أسرة قتيل أسطوانات الغاز فى الزاوية الحمراء ل«الوطن»: «كريم قال لنا 5 دقايق وجاى.. لكنه رجع برصاصة فى قلبه» زوجته: «ترك لى طفلة عمرها 5 شهور وكان كل حلمه إنه يعيش ويربيها»
منزل مكون من طابقين لا تتجاوز مساحته 80 متراً، بأحد شوارع منطقة الزاوية الحمراء، يشبه ببساطته وبؤسه وجوه ساكنيه المرهقة من فرط الحزن والحسرة، ما بين أب مكلوم وأم تنتحب وبين يديها صورةً لنجلها المقتول، المشهد من منزل «كريم محمد عفيفى»، 25 سنة سائق، الذى لقى مصرعه بطلق نارى فى الصدر، عندما حاول الدفاع عن والده ومنزله بعد هجوم بالأسلحة النارية من أفراد عائلة «الزهرى» بسبب خلافات على توزيع أسطوانات الغاز بينهم وبين أقارب القتيل من عائلة «السجان». «أنا عايزة حق ابنى اللى ساب بنته صغيرة.. إحنا خايفين منهم.. دول ناس مفترية وممكن يموتونا»، بهذه الكلمات تحدثت «ماجدة فتحى»، 50 سنة، والدة المجنى عليه، ل«الوطن»، وقالت إن نجلها كان قادماً لتوه من عمله كسائق على خط الحدائق - الحى السابع، وفوجئ عند نزوله من السيارة بأفراد من عائلة «الزهرى» يعتدون على والده بالضرب بسبب خلافات على توزيع أسطوانات البوتاجاز: «ابنى حاول يحمى والده ويحمينا إحنا بس ملحقش، وأنا أول ما شفته نازل من العربية قلتله ابعد يا كريم، وقالى متخافيش أنا 5 دقايق وراجع»، وانهمرت دموع الأم وهى تصف مشهد ابنها بعد إصابته بطلق نارى فى الصدر أودى بحياته على صدرها. أما «عفيفى محمد»، 60 سنة، والد المجنى عليه، فلم يستطع التحدث، ولم ينطق بكلمة سوى «لا إله إلا الله.. ابنى مات قدام عينى». «أحمد عفيفى»، 31 سنة، سائق، شقيق المجنى عليه، أكد أن مشاجرة نشبت بين أحد معتادى الإجرام، يُدعى «حمادة. ح»، وبين أبناء عمته من عائلة السجان بسبب اعتياده السطو على أسطوانات البوتاجاز التى يقتاتون من بيعها، ولم يجد أفراد عائلة «السجان» سوى البعد عن مخزن البوتاجاز تجنباً لتجدد الاشتباكات، وأضاف أنه أجرى اتصالاً بقسم شرطة الزاوية الحمراء وحضرت قوة من قسم الشرطة وتحفظت على أفراد عائلة «السجان» وبمجرد ابتعاد الشرطة عن المكان، حضر أفراد من عائلة «الزهرى» وشرعوا فى إطلاق النيران على المنزل، واعتدوا على والده ب«دبشك» البندقية وأصابوه بجرح قطعى فى الرأس، تزامن ذلك مع وصول شقيقه، المجنى عليه «كريم»، من وردية العمل، وحين شاهد والده وقد طُرح أرضاً حاول الدفاع عنه، ولم يستجب لنداء والدته بالابتعاد، وأُصيب بطلق خرطوش أطلقه «بدر»، وهو يردد: «لازم تموت يا كريم». وقالت «أم كلثوم رمضان»، 20 سنة، زوجة المجنى عليه، إنها تطلب حق زوجها الذى ترك لها ابنتهما «سندس»، 5 أشهر، وأضافت أن زوجها كان محبوباً من جيرانه، ولم يُعرف عنه إلا إخلاصه لأصدقائه وحرصه على لقمة عيشه، واختتمت حديثها قائلة عن آخر مرة رأته فيها: «قالى أنا طالع عشان اشتغل وأجيب فلوس عشان نربى سندس وهرجع آخر النهار».