آثر النجم أحمد عز الابتعاد عن السينما منذ تقديمه فيلم «الحفلة» قبل عامين، لرغبته فى العودة بفيلم يحمل مواصفات خاصة، وبالفعل وجد ضالته فى فيلم «ولاد رزق»، الذى ضرب من خلاله عصافير عدة بحجر واحد، منها أنه حقق رغبته فى العمل مع المخرج طارق العريان، وأنه قرر اكتشاف نفسه فى منطقة تمثيلية جديدة لم يخضها مسبقاً. «عز» فى حواره مع «الوطن» يتحدث لأول مرة عن تفاصيل فيلمه الجديد، وأبرز الصعوبات التى واجهها خلاله، ويعلن عن كيفية مواجهته لمهاجميه على مدار العامين الأخيرين. ■ لماذا اخترت «ولاد رزق» بوابة عودتك للسينما؟ - لأسباب عدة، أبرزها أنه تركيبة جديدة ومختلفة، تضم مجموعة من الممثلين أحببت العمل معهم، وتحمست لفكرة التعاون مع المخرج طارق العريان، لأنها كانت رغبة تراودنى قبل سنوات طويلة، وتحديداً منذ بداياتى الفنية، كما وجدت أن طبيعة شخصيتى بالفيلم تعد منطقة جديدة لم أخضها مسبقاً، وذلك على مستوى الأداء والشكل الخارجى وطريقة الحوار. ■ هل يزعجك أن الفيلم كان مرشحاً لبطولته فنانون آخرون، أمثال عمرو سعد وآسر ياسين قبل تعاقدك عليه؟ - ليس عندى فكرة بخصوص هذا الموضوع. ■ وما طبيعة دورك؟ - لن أتمكن من الحديث عن «رضا»، لإيمانى بأن الأفلام تُشاهد ولا تحُكى، ولكنها شخصية جديدة اجتهدت فى تقديمها، وأترك الحكم عليها للجمهور أياً كان رد فعلهم سواء جاء فى صالحى أو ضدى، وإن كانت علاقتى بالناس مبنية على المصداقية والثقة فى اختياراتى. ■ هل يصنف «رضا» كبلطجى مثلما ظهر فى الإعلان الدعائى للفيلم؟ - «رضا» ليس بلطجياً، ولكنه شخص «بيشتغل بدماغه»، ولديه جوانب إنسانية عديدة فى حياته، وأنا من الشخصيات التى عندما أسُأل بخصوص أى شخصية أجسدها فلا أتحدث عن تغييرى لهيئتى الخارجية، لأن النجاح ليس كذلك فى رأيى، خصوصاً أن الممثل من المفترض ألا يوجه كامل تفكيره نحو الشكل الخارجى للشخصية، لأنها جزء مكمل وليس أساسياً، وإنما لا بد من بناء قوام رئيسى للشخصية بما تتضمنه من أبعاد وانفعالات داخلية، ومن هذا المنطلق لا أريد الحكم على «رضا» بناء على شكله الخارجى الذى شاهدته فى الإعلان الدعائى قصير المدة، لأن هناك إعلاناً أطول من المقرر عرضه مع قرب موعد نزول الفيلم، المتوقع طرحه بدور العرض فى موسم عيد الفطر. ■ كيف توصلت إلى الشكل الخارجى للشخصية رغم ابتعادها كلياً عن هيئتك الحقيقية؟ - معظم الشخصيات التى قدمتها فى أعمالى بعيدة عنى تماماً، ودعنى أسألك: «هل شاهدنى الجمهور بدوياً مثلما ظهرت فى فيلم «المصلحة»؟ هل رأونى مدمناً كحال الشخصية التى قدمتها فى فيلم «بدل فاقد»؟» أسعى للابتعاد دائماً عن شخصيتى الحقيقية فى أعمالى الفنية، وإن كان هذا التفكير لم يتسلل إلى ذهنى منذ بداياتى الفنية، ولكنى بدأت فى انتهاجه من بعد عرض فيلم «ملاكى إسكندرية»، لأن الممثل كلما ابتعد عن شخصيته فى الواقع وصل إلى قمة المتعة فى تمثيله، وبالحديث عن الشكل الخارجى لشخصية «رضا» فقد توصلت إليه بعد مشاورات مع طارق العريان. ■ انتشرت أقاويل عدة بأن فيلمك الجديد يحمل أبعاداً سياسية كونه يتطرق إلى حالة الانفلات الأمنى التى عاشتها مصر فى أعقاب ثورة 25 يناير.. فما حقيقة ذلك؟ - إطلاقاً، هو حد شاف الفيلم عشان يقول؟ اعتدت بشكل عام على الكلام المبالغ فيه من أشخاص تهاجمنى خلال الآونة الأخيرة لاعتبارات إما شخصية أو مادية أو نفسية، ولكنى إنسان واضح منذ بداياتى وحتى هذه اللحظة، وليس عندى جوانب مستترة لأخفيها سواء فى حياتى الشخصية أو اختياراتى الفنية. ■ وكيف تتعامل مع مهاجميك؟ - «اللى معاه ربنا عمره ما يقلق من أى حد» أتعرض لهجوم منذ عامين، ومع ذلك تمكنت خلالهما من تحقيق نجاحات جيدة للغاية بداية من مسلسل «الإكسلانس»، الذى انتشرت مزاعم حوله بأنه لم يتمتع بأى نسبة مشاهدة رغم بيعه بأعلى سعر موجود فى الدراما التليفزيونية، مروراً بشائعات إجرائى عمليات تجميل فى وجهى، ولكنى أصبحت معتاداً على مثل هذه الشائعات، وأرى أن الرد عليها يكون بالعمل والنجاح، والحمد لله الجمهور يثق فى أحمد عز، وأقولها مجدداً: «اللى معاه ربنا مش بيخاف من حد». ■ أعلنت منذ فترة عن عدم قدرتك على تقديم نوعية الأفلام الشعبية ومع ذلك وافقت على بطولة فيلم «ولاد رزق».. فما أسباب تبدل موقفك؟ - لم أصرح بعدم قدرتى على تقديم الأفلام الشعبية، لأنى أستطيع تقديم أى شخصية بتوفيق الله وبفضل مجهودى وبالعمل مع مخرج جيد، ولكنى قلت إنه ليس بإمكانى قبول نوعية معينة من السيناريوهات الشعبية التى لا تحمل مضموناً فى طياتها، وكلامى هنا ليس مقتصراً على الأعمال الشعبية فحسب، وإنما يشمل كل الأنماط والقوالب الفنية، ومن هنا فأنا غير مسئول عن تحريف تصريحاتى، لأنى لست فى محل تقييم لأى شىء، لا سيما أننى شخص أركز فقط مع نفسى وأجتهد بغرض تحقيق النجاح فى عملى، وزيادة مساحة الحب بينى وبين جمهورى من عمل لآخر. ■ ألم تقلق من التعاون مع مؤلف الفيلم صلاح الجهينى فى أولى تجاربه السينمائية؟ - أنا شخصية جريئة فى تعاملاتى الفنية، بدليل تعاونى مسبقاً مع عدد من المخرجين فى أولى تجاربهم الإخراجية، مثل كاملة أبوذكرى فى فيلم «سنة أولى نصب»، ومن بعدها خالد الحجر فى فيلم «حب البنات»، ثم سعيد الماروق فى فيلم «365 يوم سعادة»، وأخيراً أحمد علاء فى فيلم «الحفلة»، ومن هنا أتسم بالجرأة وأتوكل على الله دائماً، لأن المولى عز وجل يوفق الإنسان حسن النية، وهذا ما يحدث معى. ■ هل واجهت صعوبة أثناء التصوير داخل المناطق الشعبية مثل فيصل وعين الصيرة والحطابة؟ - بالعكس، أهالى هذه المناطق ومعهم منطقة الأبجية «شالونا على دماغهم»، ودخلت بيوتهم وتناولت من طعامهم واحتسيت أكواب الشاى معهم، لأنهم تعاملوا معى باعتبارى ابنهم وأخاهم، وأشكرهم على حفاوتهم وحسن استقبالهم لى، لأنه لولاهم لما خرج هذا الفيلم للنور. ■ وما أصعب مشاهدك فى الفيلم؟ - كل مشاهد الفيلم صعبة، لأن منها ما يتضمن جرعات تمثيلية عالية، فضلاً عن وجود عدد من مشاهد الحركة التى استلزم أداؤها مجهوداً كبيراً، كما صورنا أحداث الفيلم فى أماكن بالغة الصعوبة وارتدينا ملابس صيفية فى أجواء قارسة البرودة تماشياً مع طبيعة الأحداث، ولكنى استمتعت بهذه التجربة بشكل عام وبالعمل مع زملائى أحمد الفيشاوى، عمرو يوسف، كريم قاسم، سيد رجب، نسرين أمين، وأحمد داوود، وكان ينتابنا شعور بالفرحة عند ذهابنا إلى مواقع التصوير، وأدعو الله أن يكون النجاح حليفنا فى هذا الفيلم، لأن الجميع دون استثناء لم يدخروا جهداً أثناء التصوير. ■ هل استعنت بشخص بديل «دوبلير» لتأدية مشاهد الحركة بدلاً منك؟ - لم أستعن ب«دوبلير» فى الفيلم، وقدمت كل مشاهدى بنفسى مثلما أفعل فى كل أفلامى، لأنى أحرص دائماً على أداء مشاهد الحركة طالما توافرت عناصر الأمان بنسبة كبيرة، والحمد لله ربنا سترها معانا كلنا فى «ولاد رزق». ■ كيف ترى أزمة الممثلة دينا الشربينى التى تعذر مشاركتها فى الفيلم بسبب قرار وقفها عن التمثيل من قبل نقابة المهن التمثيلية؟ - أتمنى أن تنتهى أزمة دينا مع النقابة، لأنها نالت جزاءها القانونى، ولا بد من الوقوف بجانبها ومساندتها كى تندمج مع المجتمع من جديد خلال الفترة المقبلة، لأنها على الصعيد الفنى ممثلة جيدة، وأتمنى من النقابة أن تعيد النظر فى موقفها تجاهها، لأن مهنة التمثيل بالنسبة لها تعد «أكل عيشها»، وإذا حرمناها منها فنحن نغلق فى وجهها كل مورد للرزق. ■ لماذا اعتذرت عن عدم المشاركة فى الفيلم العالمى «الزواج المستحيل»؟ - كنت أتمنى المشاركة فى هذا الفيلم، ولكن تضاربت مواعيد تصويره مع فيلم «ولاد رزق»، خصوصاً أن صناع «الزواج المستحيل» اختاروا منتصف يناير الماضى، كموعد لبدء التصوير، وكنت حينها مشغولاً لأقصى درجة فى تصوير «ولاد رزق»، كما أن الشكل الخارجى لشخصيتى كان مختلفاً تماماً عن شكلى فى فيلمى الجديد، ولذلك اضطررت للاعتذار عنه وأتمنى كل التوفيق والنجاح لصناعه. ■ هل لديك أى طموحات أو تطلعات نحو العالمية؟ - حب الناس أهم حاجة عندى، وراض بما قسمه الله لى وعما وصلت إليه حالياً، وكل طموحى يتركز فقط على دوام حب الجمهور واتساعه من عام لآخر. ■ هل من الممكن أن تتجه لعالم الإنتاج يوماً ما؟ - ولم لا؟ ومن الممكن أن أتجه للإخراج أيضاً، وللعلم هذه الجزئية موجودة ضمن حساباتى، ولكنى لا أعلم توقيت حدوثها، لأنى أترك بطبعى كل أمورى على الله. ■ وما إمكانية إخراجك لعمل فنى من بطولتك؟ - هذه مسألة واردة ومحتملة بكل تأكيد. ■ ما الذى يميز طارق العريان عن غيره بعد تجربتك معه فى «ولاد رزق»؟ - «طارق» مخرج هادئ ومريح لأقصى درجة، ويفرض أجواء أسرية داخل البلاتوه، ويعى جيداً متطلباته من الممثل الواقف أمامه. ■ بعد إعلانك عن إمكانية اتجاهك لمجالى الإنتاج والإخراج.. ماذا عن التأليف؟ - ربما تلح على ذهنى فكرة أو قصة معينة لتقديمها، ولكنى لا أملك بحسب اعتقادى ملكة «السيناريو والحوار». ■ ما رأيك فى قرار جهاز الرقابة بعدم حذف أى مشاهد من الأفلام العربية والأجنبية واستبدال «التصنيف العمرى» بالحذف؟ - أوافق بالتأكيد على هذا القرار، لأن فكرة «التصنيف العمرى» معممة فى كل دول العالم، ولكنى أتمنى أن تكون الرقابة نابعة من أنفسنا كصناع للحركة الفنية، وأن يكون الرقيب حاضراً بقوة داخل كل شخص، من منطلق الرغبة فى تقديم أعمال فنية لا تخدش حياء الجمهور بل ترتقى بفكره، وهذه الجزئية أسير عليها منذ بداياتى وحتى هذه اللحظة، مما يحفز الأسر بكامل هيئتها على الذهاب إلى أفلامى، لتأكدها من عدم تضمنها أى مشاهد خادشة للحياء أو ما شابه. ■ لماذا آثرت الابتعاد عن الدراما التليفزيونية هذا العام رغم نجاحك فى مسلسل «الإكسلانس» العام الماضى؟ - «الإكسلانس» يعرض حالياً للمرة الرابعة على قناة «دبى»، وهذا يعد أبلغ رد على كل من هاجم المسلسل منذ بداية عرضه ومن قبلها أيضاً، وأود انتهاز الفرصة لأشكر كل العاملين فيه، وأتمنى أن أقدم أعمالاً أفضل وأفضل عندما أعود مجدداً للدراما التليفزيونية، ولكن عودتى لن تكون خلال العام الحالى أو الذى يليه، لأن العمل بالتليفزيون يتطلب مجهوداً وتركيزاً مضاعفاً، ويستلزم رحلة بحث عن ورق يحمل فكرة جديدة، وهذه مهمة ليست بالسهلة بالنسبة لى، لأنى شخص دقيق للغاية فى اختياراتى. ■ بعد شائعة زواجك التى قمت بنفيها فى «الوطن».. كيف ترى تعامل وسائل الإعلام مع أخبار حياتك الشخصية؟ - امتنعت عن قراءة أى أخبار منذ عامين، لأن كل ما يقال ليس بالضرورة أن يكون صحيحاً أو مكتوباً بغرض سليم، وأرى أن وسائل الإعلام من المفترض أن تتحدث مع الفنان عن أعماله الفنية وتناقشه فيها سواء حالفه النجاح فيها أو خالفه، ولكن لا بد على الأقل من تحرى الدقة عند التطرق إلى أمور شخصية، إلا أن 90% مما يكُتب عنى يفتقد المصداقية. ■ رغم نفيك خبر زواجك فإن وسائل إعلامية ما زالت تؤكد أنك تجهز لحفل زفافك فى أكتوبر المقبل.. فما تعليقك؟ - هم أدرى.