رغم إقرار مسئولى هيئة الثروة السمكية بتغذية «القرموط» على جيف حيوانات وطيور نافقة فى المزارع، وإقرار البائعين بعرضها، يصر المسئولون بمديرية الصحة، الجهة الرقابية المنوط بها حماية المستهلك من الأغذية الضارة، على أنهم لم يشاهدوا مثل هذه الأسماك معروضة فى الأسواق. ويؤكد العاملون فى تربية الأسماك أن غالبية أسماك القرموط تتغذى على الجيف وتباع فى الأسواق، حيث لا يفرق المواطن بينها وبين الأسماك المطابقة للمواصفات، منصور المغازى، صاحب إحدى مزارع القراميط غير المرخصة بمنطقة أبوحماد، يقر بإطعامها «أى شىء نافق»، مضيفاً: «أى حيوان يموت نضعه غذاءً لسمك القرموط». تقع مزرعة «المغازى» وسط 25 مزرعة أخرى غير مرخصة، غالبيتها تستخدم الطريقة نفسها فى تغذية الأسماك، «المغازى» يبرر الأمر بارتفاع أسعار أعلاف الأسماك، إذ يتراوح سعر الطن بين أربعة وخمسة آلاف جنيه. وتأكل أسماك القرموط من العلف خمسة أمثال الأسماك العادية كالبلطى أو البورى، موضحاً أن إطعامه الجيف يجعله «يتضخم فى وقت قصير وبتكلفة أقل». «دا بروتين ومصرح به عشان القرموط يكبر حجمه»، هكذا يقول محمد أبوإسماعيل، صاحب مزرعة أخرى غير مرخصة مخالفة للقانون، على أن الطبيب البيطرى بركات محمد على، بمديرية الطب البيطرى بالشرقية، يجادل بأن «استخدام أصحاب المزارع الجيفة فى تغذية الأسماك يعد مخالفاً وليس نوعاً من أنواع البروتين كما يتوهم بعضهم، إذ ينتج عنها سموم فى أنسجة القراميط نتيجة عملية التحول الغذائى لهذه النوافق». «أبوإسماعيل» يقول إنه يشترى مرتين أسبوعياً ثلاثة براميل (حوالى طن) من الأحشاء بسعر 200 جنيه، و150 جنيهاً لبرميل الدجاج النافق (300 كيلوجرام تقريباً).