انتقلت «الوطن» إلى مكان حادث قطار الشروق، الذى أسفر عن مصرع 7 أشخاص، وإصابة 25 آخرين، إثر دهس قطار قادم من الغربية، أوتوبيس مدارس، وتبين أن الحادث وقع فى منطقة شبه صحراوية، لا يوجد بها أى معالم للحياة إلا الطريق الصحراوى، وقرية مزرعة ميمو التى كان يقصدها الضحايا، وتبين أن القضبان على مشارف مدخل رقم واحد بمدينة الشروق، كما يسميه الأهالى، ولا يوجد به سور، وهو عبارة عن مدق صحراوى، بالإضافة إلى «بلوكة صغيرة» توضح سرعة القطار وهى 25/ 900. المشهد الأول: بداية من الاتفاق على الرحلة، تلقى مسئولو مزرعة ميمو اتصالاً من مدير مدرسة المدينة للغات، يفيد بإعداد رحلة مدرسية للطلاب وأولياء الأمور عددهم 100 طالب وولى أمر، وكان الاتفاق على موعد الرحلة فى منتصف الأسبوع، وبالتحديد يوم الثلاثاء، إلا أن مسئول المدرسة اعترض، وقال إنهم سيوجهون الرحلة بنهاية الأسبوع يوم الجمعة، وذلك بسبب بُعد المسافة من محافظة الغربية إلى القاهرة. المشهد الثانى: تجمع الطلاب بمبنى المدرسة الكائن بمركز طنطا بشارع عيد عقدة المتفرع من شارع الجلاء، فى تمام الساعة 7 صباح أمس (الجمعة)، وحضر الطلاب وهم يرتدون ملابسهم للخروج والتنزّه، ويحملون فى حقائبهم وجبات، وصعد الجميع إلى مقاعدهم فى الأوتوبيسات. المشهد الثالث: تحرّك قائدو الأوتوبيسات ال3، من مبنى المدرسة، وسلكوا الطريق الصحراوى المتجه إلى القاهرة، وبعد مرور 3 ساعات وصل جميعهم إلى مدخل القرية، بطريق مصر - الإسماعيلية الصحراوى، على بُعد 700 متر من مدخل القرية شاهد الأطفال لافتة «قرية ميمو»، وعليها رسوم متحركة عبارة عن سمكة، ففرحوا وقالوا «وصلنا يا ميس»، وقال ولى أمر لنجله «محمد قوم إحنا وصلنا يا بابا». المشهد الرابع: الساعة 9:50 دقيقة فى محطة مصر، حيث يعلن المذيع الداخلى تحرك قطار الركاب المتجه إلى الإسماعيلية، وبعد نصف ساعة وصل إلى مشارف مدينة الشروق، قال السائق لمساعده: «سوف نغادر القاهرة الآن، وانتبه لإطلاق صافرات الإنذار بسبب تعدّد المزلقانات العشوائية، خاصة القريبة من مدينة الشروق»، وفى نفس المشهد بدأت الأوتوبيسات الثلاثة فى دخول المدق المؤدى إلى المزلقان، وبعد 5 دقائق مر الأوتوبيسان الأول والثانى بسلام، وبدأ سائق القطار فى إطلاق صافرات الإنذار بطريقة مفزعة، فحاول قائد الأوتوبيس رقم 23 اللحاق بزميليه، ولم تمضِ لحظات حتى دهس القطار الأوتوبيس من مقدمته بعدما توقف السائق على القضبان. المشهد الخامس: واقعة اصطدام شديدة وسماع صراخ وعويل من داخل الأوتوبيس لمدة 5 دقائق توقفت فيها الحياة على الطريق الصحراوى، والجميع يشاهد الحادث والضحايا يتم دهسهم، وتوقف القطار بعيداً عن مكان الاصطدام ب200 متر، وترجّل سائق القطار ومساعده وتمكنا بمساعدة المارة وسائقى السيارات من انتشال جثث الضحايا والمساعدة فى إنقاذ المصابين، ووضعهم على جانب الطريق، وانتظروا قرابة الساعة لحين وصول سيارات الإسعاف. المشهد السادس: حضر قيادات مديرية أمن القاهرة، واستمعوا إلى شهود العيان، الذين أكدوا أن سائق القطار لم يكن مخطئاً، وأن الإهمال وتهور السائق الذى توفى هو سبب الحادث، ثم حضر أولياء أمور التلاميذ إلى مكان الحادث وهاجموا المسئولين واتهموهم بالإهمال والتسبّب فى وفاة الضحايا. المشهد الأخير: فى تمام الساعة 5 من مساء أمس، قامت أجهزة الأمن بالتنسيق مع المحافظة ومسئولى السكة الحديد، بواجبها وتنفيذ متطلبات عملها، حيث أحضرت «لودر» وتم إغلاق المزلقان ووضع ساتر من الرمال فى الجهتين، وقال أحد المواطنين أثناء إغلاق المزلقان: «والله كويس إنكم جايين تقفلوا المزلقان بعد 20 سنة، ولما وقعت ضحايا».