حلم أصبح ليس بالبعيد عن الحقيقة أن تتكون قوة عسكرية عربية جبارة تشترك فيها جميع الدول العربية لمواجهة أكبر وأخطر تنظيم دولى، ما يطلق عليه «داعش».. حان الوقت للتحالف العربى الكامل وليس الاتفاق فقط على الخطوط العريضة.. الخطر الذى يواجه المنطقة لم يعد خافياً على شعوب وقيادات المنطقة.. الكل فى خطر. ولعل تأكيد الرئيس عبدالفتاح السيسى على ضرورة تكوين قوة عربية موحدة لمواجهة التحديات فى المنطقة خلال خطابه التليفزيونى المسجل الذى تمت إذاعته أخيراً يشكل دعوة واقعية لا بد من تفهمها جيداً.. فقال: «الحاجة إلى قوة عربية موحدة كل يوم يتضح أنها أصبحت أكثر إلحاحاً.. ضرورة ملحة لأن التحديات التى تقابل المنطقة ودولنا تحديات ضخمة جداً سنستطيع أن نتغلب عليها (عندما) نكون مع بعض». هذا ما يجب التحرك من أجله فوراً. مواجهة التنظيم الإرهابى وخطر ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية بالشام والعراق «داعش» الذى يسيطر بالفعل على مساحات كبيرة من سوريا والعراق.. بل وذهب إلى ليبيا.. وأطلق الكثير من التهديدات المتمثلة فى ذبح العرب وقتل جميع المصريين.. وسواء كان قادراً على ذلك أم لا فى الوقت الحالى.. يجب الاستعداد له بقوة ضاربة حاسمة.. فلا ينقصنا شىء سوى تكوين قوة عسكرية رادعة تحمى كل المنطقة من الاعتداء عليها طبقاً للتهديدات التى أصبحت تشكل حقيقة وليس وهماً كما يعتقد البعض. هناك حقائق كثيرة تشير إلى رغبة كثير من الدول فى الهيمنة من جديد على المنطقة العربية بكافة الوسائل، ومن بينها الإرهاب، كوسيلة لرعب الشعوب لفرض خطة السيطرة على الشرق الأوسط من جديد.. واتخاذ الإرهاب غطاء الدين كوسيلة قوية يتحصن بها لترويج شعاراته بكافة الدول العربية هو الأكثر خطورة لأن الوعى الدينى للأسف ليس كافياً، ولعل المجزرة الأخيرة بذبح المصريين بليبيا على يد تنظيم «داعش» الإرهابى، قد دعت وجعلت الواقعة محركاً للجوء لحلم الجيش العربى الموحد لمواجهة الإرهاب والتصدى له بكل قوة.. ويبدو أن الإرهاب سوف يحقق توحد العرب هذه المرة.. وسوف يكون الدافع القوى لتكوين جيش عربى موحد. ويبدو أن الواقع بدأ يفرض نفسه بالفعل، فهناك عدد من الخبراء والمحللين العسكريين يعتبرون أن المناورات العسكرية التى تجريها مصر مع الدول العربية بداية لتكوين قوة عربية موحدة لمقاومة جميع المخاطر التى تهدد أمن المنطقة العربية، فيما يرى البعض الآخر أن أحد أسباب انهيار جيوش بعض الدول العربية هو عدم تفعيل اتفاقية الدفاع العربى المشترك. وإذا كان الخبراء يرون أن تشكيل جيش عربى موحد للتغلب على التحديات التى تواجه الدول العربية يحتاج إلى تفعيل دور جامعة الدول العربية، واتفاقيات الدفاع المشترك بين الدول، واستغلال التقارب الفكرى بين بعض الدول العربية.. فعلى جامعة الدول العربية أن تفعل ما يجب عليها فعله فهذا دورها ووقتها لتظهر لنا قوتها وتأثيرها الحقيقى.. فقد أنشئت تلك الجامعة لتكون حائط صد أمام الهجمات الموجهة للمنطقة.. ولديها بالفعل العديد من الاتفاقيات التى يجب أن تفعل فوراً على الأرض ويتم تطبيقها والخاصة بالعمليات الأمنية والعسكرية، واتفاقية الدفاع المشترك بين الدول العربية. لم يعد أمام العرب إلا أن يستمعوا وفوراً إلى دعوة الرئيس للنقاش والتباحث والاختلافات.. فخطر الإرهاب شرس ويرغب فى سقوط الدولة المصرية، ويسعى إلى إضعاف الدول العربية وتفكيكها.